وكذلك فإن المسلم يراقب الله في الشهادة التي يشهدها، فهو لا يشهد إلا بعلمٍ فيقول كما يقول الله:{وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا}[يوسف:٨١] ويقيم الشهادة لله عز وجل خالصة، لا يريد من وراء الشهادة جزاء ولا شكوراً ولا مطمعاً دنيوياً فضلاً عن أن يشهد على زور؛ لأن ربه قال في الكتاب العزيز:{وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ}[الطلاق:٢] وإذا دُعي حضر كما قال الله: {وَلا يَأْبَى الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا}[البقرة:٢٨٢].
ولذلك قال العلماء: الشهادة فرض كفاية ولا يكتم الشهادة إذا تعينت عليه: {وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ}[البقرة:٢٨٣] ويشترط للوجوب عليه انتفاء الضرر؛ لأن الله قال:(وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ)[البقرة:٢٨٢] فلنحذر من الذين يتسرعون في الشهادة، فلا تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته.