ثم من الثغرات الموجودة في بيوت الدعاة إلى الله عز وجل وقوعهم في المجاراة لغيرهم من الناس، فإذا أتى جاره بشيء أتى بمثله ولو محرماً، إذا طلبت منه زوجته أشياء محرمة أتى بها تحت الضغط، وكذلك إذا ألح عليه أولاده، وبعض الدعاة إلى الله يقعون في الشبهات، والشيطان ينفذ من باب الشبهات لإيقاعهم في المحرمات؛ وربما قال: آتي لهم بشاشة في البداية على غير محرم، ثم يحدث التوسع بعد ذلك في قضايا أخرى، لأنه غير قادر على الضبط، ويعتمد البعض على بعض الخلافات الفقهية ويقول: يوجد مشايخ أفتوا بالإباحة مثلاً؛ مع أن قوله مرجوح، والمفروض أن يكون هذا طالب علم يعلم بالراجح ويعمل بالدليل، ولا يتتبع الرخص، لكن مع الأسف ربما يُعلِّم غيره أشياء ويقع هو فيها.
ثم هناك التنازلات التي تحدث في العلاقات الاجتماعية، وهو ربما لو طلب منه أبوه أن يصافح زوجة أخيه أقدم على ذلك، ويتساهل في كشف زوجته على إخوانه، وكشف الإخوان على زوجته، وكشف زوجات إخوانه عليه، ونحو ذلك، وهذا يقع في البيوت التي يسكن فيها مجموعة من العوائل في بيت واحد.
وكذلك أيضاً لا بد أن ينتبه الداعية مما يدخل إلى بيته من المقالات أو المجلات أو الكتب، قد يكون بعضها فيه فوائد؛ لكن أيضاً فيه محرمات، وربما زوجتة تطلع عليها وتقرأ فيها، كتب بعض الدارسين للطب مثلاً يوجد فيها صور مشينة، فينبغي الحذر من ذلك، بعضهم قد يأتي بمقالات لمجلات أجنبية في موضوعات متخصصة قد يحتاج إليها أحياناً، لكن فيها أشياء سيئة لا يهتم بطمسها ولا بإزالتها، أو على الأقل بإبعادها عن متناول أيدي الزوجة والأطفال، وبعضهم يأتي بالمجلات والجرائد إلى البيت وقد يزعم أنه يريد أن يتتبع الأخبار، ثم يفاجأ بزوجته وأولاده يقرءون هذه الأشياء وفيها من السموم ما فيها.