[استنباط ابن هبيرة فائدة أن الولد يقوم بالشكر نيابة عن الوالدين]
وكذلك في قوله تعالى:{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ}[النمل:١٩] هنا قد يظهر سؤال وهو: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ}[النمل:١٩] أي: اللهم ألهمني شكر النعمة التي أنعمتها عليَّ، لكن ما علاقة الوالدين بالموضوع؟ {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ}[النمل:١٩] هل سيشكر النعمة بالنيابة عن والديه، لأن الأصل أن الوالدين هما اللذان يشكران النعمة، فلماذا قال:{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ}[النمل:١٩]؟ قال رحمه الله تعالى: هذا من تمام بر الوالدين، كأن هذا الولد خاف أن يكون والداه قصَّرا في شكر الرب عز وجل، فسأل الله أن يلهمه الشكر على ما أنعم به عليه وعليهما، ليقوم بما وجب عليهما من الشكر إن كانا قصَّرا.
فالابن إذاً يمكن أن يستدرك شيئاً مما فات والديه، ويكون عملُه مما ينفع والديه، وفي الحديث:(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: منها: وولد صالح يدعو له).