[حكم الأوراق المكتوب عليها (حاسب نفسك) أو ما شابهها]
السؤال
عن الأوراق التي مكتوب فيها (حاسب نفسك) وفيها: هل أديت صلاة الفجر في جماعة؟ هل صليت كذا؟ هل المحاسبة بالأسئلة، أظن رأيتموها؛ لأنها منتشرة ومطبوعة.
الجواب
هذه يقول فيها الشيخ ابن عثيمين:" هذه من البدع، والسلف رحمهم الله تعالى ما حاسبوا أنفسهم بهذه الطريقة "، ويقول:" وللأسف كُتِبَت على هذه الأوراق آية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}[الحشر:١٨] ثم جاء بهذه الأسئلة الطويلة، يقول الشيخ ابن عثيمين: " هل هذه الآية نزلت بعد السلف؟! " لا.
هل السلف يعرفون في المحاسبة أقل منا، ونحن نعرف أكثر منهم؟! لا.
يقول: فهذه الأوراق أو المحاسبة بها بدعة، وهناك أيضاً بعض النماذج فيها سطور، وتضع (صح)، صليت (صح)(صح)(خطأ) وتجمع العلامات، إذا كنت أكثر من هكذا تصير طيِّباً، وما كنت كذا فهذه -أيها الإخوة- ليست من طرق المحاسبة الشرعية إطلاقاً، والشيخ ابن عثيمين يشدد فيها كثيراً، فقد: قال فيها كلاماً شديداً، ثم قال: " ما أحسن أن يأتي طلبة العلم إلى العلماء ويسألونهم عن مثل هذه الأشياء؛ حتى يبينوا هذه البدع للناس! وقال أيضاً من ضمن التعليلات قال: " أحياناً الإنسان يرى أنه إذا فعل طاعة في يوم معين بالنسبة له يستطيع أن يفعل أكثر من طاعة أخرى؛ ولكن هذه الورقة تلزمه؛ لا بد أن يفعل جميع البنود، مع أنه قد يرى أن فعل بند معين أكثر من مرة يعني: هو مُقْبِل عليه أكثر من فعل بند معين مثلاً.
ومن ضمن الأشياء -مثلاً- قال: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أحب الصيام إلى الله صيام داوُد، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً) قال: ومع ذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصوم يوماً ويفطر يوماً، هل خالف الرسول صلى الله عليه وسلم الشرع؟ قال: لا؛ لكن كانت عنده شواغل تشغله على أن يصوم يوماً ويفطر يوماً، كان يحتاج قوته ليستجمعها في الجهاد.
وفي المعارك، وفي السفر، فما كان يصوم يوماً ويفطر يوماً.