نجد كذلك من الأشياء التي ترفع معنوياتنا وتعطينا الثقة أكثر: أنهم يعترفون من خلال أبحاثهم وكتاباتهم بصحة أحكام الشريعة الإسلامية، حتى إن جوستاف لوبون يقول: إن مبدأ تعدد الزوجات الشرقي نظام طيب يرفع المستوى الأخلاقي في الأمم، ويزيد الأسر ارتباطاً، لا تعدم امرأة من الأمم التي تجيز تعدد الزوجات زوجاً يتكفل بشئونها، والمتزوجات عندنا -هو يقول- نفر قليل وغيرهن لا يحصين عدداً، تراهن بغير كفيل بين بكر من الطبقات العليا قد شاخت وهي هائمة متحسرة، ومخلوقات ضعيفة من الطبقات السفلى يتجشمن المشاق، ويتحملن مشاق الأعمال، وربما ابتذلن فيعشن تعيسات متلبسات بالخزي والعار، قد سفك دم شرفهن على مذبحة الزواج الذي لا يحصل.
اعترفوا حتى بالأشياء التي حرمت عندنا في شريعتنا ونسخت كل الشرائع: أن لحم الخنزير ضار؛ لاحتوائه على البوليك بشكل مكثف، وأنه عسير الهضم، وأن من كل مائة رطل من لحم الخنزير يوجد خمسون رطلاً من الدهن، بينما في الضأن (١٧%) وفي العجول (٥%) وثبت بالتحليل احتوائه على نسب كبيرة من الأحماض الدهنية المعقدة، ومن الكليسترول الضار أيضاً.
اعترفوا بمنافع السواك، اعترفوا أن الوضوء والاستنشاق حلٌ لقضية التهاب الجيوب الأنفية، وأن الوضوء يقي من الأمراض الجلدية، وأن الصوم فيه صحة، وأن كثرة تعرض جسد المرأة للشمس وانكشافه للجو يزيد نسبة سرطان الجلد عندها، وهناك كتب عندهم: التداوي بالصيام لـ شلتن، الصوم الطبي النظام الغذائي الأمثل ألن كوت، هناك لوحة كبيرة في مستشفى ألماني مكتوب باللغة الألمانية:(ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه، فإن كان لا بد فاعلٌ فثلثٌ لطعامه، وثلثٌ لشرابه، وثلثٌ لنفسه) بعد قوله: (بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه).
وهكذا اكتشفوا بأن الاختلاط ضار، وأن منع الاختلاط هو الصحيح، وتبنى الرئيس الأمريكي قرار البروفيسور إميليو إفانيو رجل القانون المتخصص في النظام التربوي في أمريكا بالدراسات العديدة التي تؤكد أن الفصل بين الجنسين في المجال الدراسي يساعد على اجتياز الفتيات والفتيان بصورة أفضل، وأن الأولاد يفضلون الدراسة في الفصول غير المختلطة، وكذلك الفتيات يفضلن هذا الأمر؛ حتى لا يضطررن إلى التزين قبل الذهاب إلى المدرسة؛ لأنه يضيع وقتهن، ويعرقل تقدمهن الدراسي.
وهكذا قامت كليات ومدارس مدعومة من قبل الحكومة لديهم على أساس الفصل بين الجنسين؛ لأنه ثبت لديهم أنه يعطي نتائج أفضل في المستوى التعليمي للذكور والإناث.