أيها الإخوة: إن هذه الألفية التي سيحتفلون بها هي عيدهم وليس لنا به شأن على الإطلاق, ولكن مع الأسف! يشارك كثير من المسلمين الكفرة بالاحتفال في الأعياد, وإذا كنا نرى مشاركة أبنائنا وبناتنا في عيد الحب (الفلنتاين) أو في (الهلوين) أو في رأس السنة أو في غير ذلك من أعياد الكفار, فكيف سيكون الحال في هذا العيد القادم الذي هو عندهم عيد ألفي, عيد كبير وعظيم وضخم, قد حشدوا له من الإمكانات العظيمة لنقله وتعميمه على العالم، وإذا كان كثير من المسلمين قد اغتروا ببهرج أعداء الله وخاصة النصارى في أعيادهم الكبرى، كالكرسمس، وعيد رأس السنة الميلادية, ويحضرون احتفالات النصارى بها في بلادهم ويسافرون إليهم, وبعض المسلمين ينقلونها إلى بلادهم ويقيمونها، فإن البلية الكبرى والطامة العظمى -أيها الإخوة وهذا هو الشاهد الكبير من الموضوع- ما يجري حالياً من استعدادات عالمية على مستوى النصارى للاحتفالات الكبرى بنهاية الألفية الثانية، والدخول في الألفية الثالثة، وإذا كانت الأرض تعج باحتفالات النصارى في رأس كل سنة ميلادية فكيف سيكون احتفالهم بنهاية هذه الألفية؟! إن هذا الحدث سيحولونه إلى مناسبة ضخمة جداً، لن يحتفلوا به في قبلة ديانتهم الفاتيكان؛ بل سينقلونه إلى بيت لحم في بلاد المسلمين, وسينتقل إليها أئمة النصارى من جميع الأنواع: الإنجيليون منهم، والمعتدلون بزعمهم، والعلمانيون؛ لإحياء تلك الاحتفالات الألفية التي تنشط جميع الوسائل المرئية والمسموعة للحديث عنها في هذه الأيام, إن هؤلاء الملايين الذين يتوقع حضورهم إلى ذلك المكان برئاسة يوحنا بولس الثاني، كبير الشرك النصراني في هذا الزمان، إلى موقع الاحتفال بتعميد المسيح بزعمهم، حيث عمده يوحنا المعمدان -أي: يحي عليه الصلاة والسلام- في نهر الأردن سيشارك فيه كثير من المسلمين مع الأسف الشديد، بل إن الحجوزات من قبل المسلمين في هذه المناسبة قائمة على قدم وساق، سينتظرون نهاية الشهر الكريم أو قبل نهاية الشهر الكريم للانطلاق إلى تلك الاحتفالات الشركية والكفرية التي حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم منها أشد تحذير, وأخبر الأمة أنها ستتبع من كان قبلها من اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب ستدخله هذه الأمة وراءهم.