وتعال معي إلى حديث آخر من الأحاديث الصحيحة، أخرج الشيخان والنسائي وغيرهم من حديث رافع بن خديج وسهل بن أبي حثمة -وفي أثناء القصة- قال:(فذهب عبد الرحمن بن سهل وكان أصغر القوم يتكلم قبل صاحبيه -هناك اثنان أكبر من الثالث أمام الرسول صلى الله عليه وسلم، وجاء الصغير وأراد أن يتكلم أمام الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الاثنين الكبار- فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: كبر، كبر)، أي: دع الكبير يتكلم، لماذا دع الكبير يتكلم؟ احتراماً لنفسيته ومشاعره، فالكبير هو الذي يتكلم أولاً قبل الصغير، هذا من آداب الإسلام، فلو تكلم الصغير أولاً لكان فيها نوع من الاستهانة بالكبير، وإذا لم يرد الكلام تكلم الصغير.