رابعاً: لا بد أن تكون هذه العلاقة قائمة على تحبيب الخير وتبغيض الشر إلى المدعو، فبعض الناس يتصور أن الدعوة هي عبارة عن إعطاء المدعو كتباً وأشرطة ليستمع إليها ويقرأ في تلك الكتب وهكذا، من غير مقدمات في التشويق والتحبيب لهذا العلم وهذا الخير، دون ترغيب أو ترهيب، ترغيب في العلم والحرص عليه، وترهيب من الجهل وعاقبة صاحبه.
وبعض الدعاة أيضاً قد يظن بأن أمر المدعو بالأوامر الرسمية والإلزام يظنه من الدعوة، دون تقديم هذا التحبيب وتقديم هذا التشويق، وهذا الترغيب والترهيب، وهذا صلى الله عليه وسلم يعلمنا فيقول:(نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم الليل) فكان هذا مثلاً، لم؟ لكيفية عرض الأمر ودعوة رجل إلى قيام الليل كيف تكون:(نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم الليل).
فإذاً: لا يصلح هذا الجفاء في العرض، ولا يصلح هذا النمط من الجمود في تقديم الأمور وإلا فمتى يتأثر المدعو إذا كانت الدعوة بهذه الطريقة.