[التألم لجراحات المسلمين]
أيها المسلمون فماذا يجب علينا إذاً؟ أولاً: أن نتألم لأهل الإسلام، فإن الألم دليلٌ على حياة القلب وعلى الرابطة الإسلامية في قلوبنا لأجل إخواننا، قال عليه الصلاة والسلام: (إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، يألم المؤمن من أهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس) رواه الإمام أحمد وهو حديث صحيح.
إن المسملين جسدٌ واحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، أما أن نغيب عن الواقع وننغمس في اللذات ولا نشعر بالألم فإنها مصيبة عظيمة.
في كل يوم صليب الكفر يدهمنا ويبتني في زوايا بيتنا صنما
ولا ترى فتية للموت طامحة ولا ترى عمراً غضبان مقتحما
لا أمتي أمة في العصر شاهدةٌ ولا لها حكمة إن عدت الحكما
لا أمتي أمةٌ يزهو الزمان بها ولم تعد تصنع الفرسان والقلما
ركنت إلى دعةٍ فانسل مخلبها وانهد كاهلها واستؤكلت لقما
هذا هو حالنا، فينبغي أن نتألم، وينبغي أن نشعر بما يشعر به إخواننا.
آهٍ أخي من البشناق يا خجلي طوى الزمان رشيداً ثم معتصما
طوى الزمان أخا دينٍ ومرحمةٍ ومن يزمجر إن عرضٌ له ثلما
طوى الزمان الذي إن تنتهك رحمٌ للمسلمين يمت من غمه ألما
يهجر لذيذ الكرى يهجر رفاهته ويصبح الموت أشهاها له حلما
وعرِّيت خيلنا وارتاح فارسها يعاقر العهر والتبذير والنعما
هذا هو الذي لا نريده إطلاقاً؛ أن نكون ممن في الكرى سادرون، وبالنعم يستلذون، وإخوانهم يتألمون ويتكدرون ويشكون.
أيها المسلمون لابد أن نتألم، لابد أن توقظ المصائب فينا نخوة أهل الإسلام، لابد أن نستيقظ من السبات، حتى نعود، ولو أن يسمع بعضنا الأخبار، فلابد أن يكون له في ذلك تأثير.
عذري إليكم وما الأعذار نافعة وبعضها ربما يحتاج تعذيراً
أني ضعيف جريح النفس مضطهدٌ أني مضيت أجوب الأرض مقهوراً
أقعي على شاشة التلفاز كامرأةٍ أراقب الهول تقريراً فتقريراً
أمي وأختي وأبنائي وقد شبعوا ذعراً وذبحاً وتدميراً وتهجيراً
وقد أشيح بوجهي تارةً غضباً ويلتوي الحزن في عيني تعبيراً
والصرب ماضون لا سيف فيردعهم لقد تكسرت الأسياف تكسيراً
ويشمخ الغرب مزهواً بخسته وقد تعرى قبيح الوجه مخموراً
يظل يبعث كالوغد الشقي بكم ميت الضمير عديم الحس مغروراً
يشاهد المحن السوداء ممتعظاً جهراً وسراً قرير النفس مسروراً