للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مسائل مهمة تناولتها رسالة (قاعدة في المحبة)]

وقد ذكر في هذا الكتاب أموراً أخرى مهمة، مثل أهمية التعاهد والتعاقد في بني آدم، وأن الناس لا تصلح أمورهم إلا بالوفاء بالعهد والعقد، ولو لم يكن وفاء بالعقد؛ لضاعت حياة الناس، ولهذا قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة:١] فحياة الناس تختل بدون عهود وعقود محترمة.

ومن المسائل المهمة التي تناولتها هذه الرسالة أيضاً قضية العِشق والفساد الذي ينطوي عليه، ومسألة علاجه، والشيطان الذي يتولى العشاق وأنهم يشركون به، وذكر رحمه الله الفرق بين المحبة في الله وبين محبة العشق، وأن بعض الناس يخلطون، يقول: أنا أحب فلاناً في الله، وهو في الحقيقة عشق وليس محبة في الله.

وكذلك من المباحث المهمة التي ذكرها رحمه الله تعالى في هذا الكتاب مباحث تتعلق في الموقف الصحيح من القضاء والقدر، وكذلك مبحث مهم في مسألة أن الله ينصر المسلمين في الدنيا، وليس في الآخرة فقط، وأن من ظن أن النصر والتقدم والرفعة للكفار دائماً في الدنيا؛ فإنه مسيء الظن بالله؛ لأن معنى ذلك أنه يعتقد أن الدنيا كلها للكفار وأن المسلمين ما لهم شيء، يبقون في ضعف وهزيمة وذل إلى أن تقوم الساعة وهذا غير صحيح، فإنك إذا استعرضت التاريخ رأيت أن الله نصر المسلمين وكانت لهم القوة والاستعلاء في الأرض في أوقات كثيرة جداً في التاريخ، ونصر موسى على فرعون، ونصر نوحاً، ونصر أتباع الأنبياء وأتباعهم، ونصر محمداً صلى الله عليه وسلم وفتح له مكة والجزيرة، وفتح خلفاؤه الشام والعراق والمغرب والمشرق، واتسعت دولة الإسلام وقامت، حتى ضعفت وصار المسلمون الآن في تفرق، لكن ليس هذا الذي نراه الآن هو الأصل وكل الزمان مثله، لا، نحن الآن في مرحلة غير كل المراحل التي سبقت، وعندما ينزل عيسى بن مريم عليه السلام سيحكم الأرض بشريعة الإسلام والغلبة للدين.

إذاً: من ظن أن الله لا ينصر المسلمين في الدنيا فهو مسيء الظن بربه.

إلى غير ذلك من المسائل المهمة التي انطوت عليها هذه القاعدة، وقد كنا نرجو لو ذكرنا بعض المباحث فيها، ولو لم يكن لها علاقة مباشرة بالمحبة وذلك لأهميتها ونفاستها، ولكن يرجع إليها من شاء في هذا الكتاب بعنوان (قاعدة في المحبة) ورحم الله المؤلف شيخ الإسلام ابن تيمية، وأعلى درجته وجزاه عن المسلمين خير الجزاء.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.