وكان رحمه الله تعالى أيضاً صاحب خلق حسن وصاحب مباسطة: فمن المباسطات التي حصلت له مع بعض أصحابه قال جعفر بن محمد الصائغ: اجتمع علي بن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، وعفان بن مسلم.
فقال عفان مباسطاً لهم: ثلاثةٌ يضعَّفون في ثلاثة طبعاً بعض الرواة ثقة، لكنه ضعيف في شيخ معين، فمثلاً: هشيم ثقة، لكنه يضعَّف في الزهري، لماذا؟ لأنه دخل عليه في مجلس قصير، فسمع منه عشرين حديثاً، فلم يحفظها هشيم، بل كتبها كتابة، فلما خرج هشيم من عند الزهري، فُقِدَت الورقة، فصار هشيم يحدِّث مما علِق في ذهنه من حديث الزهري، فاختلط عليه حديث الزهري، فـ هشيم يضعَّف في الزهري، لكنه في غير الزهري ثقة، فهناك رواة ثقات في كل شيخ إلا في شيخ معين يكون عليهم ملاحظة، أو ضعف لسبب من الأسباب، فهؤلاء: ابن أبي شيبة، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وعفان بن مسلم كلهم ثقات، ولا يوجد ضعف في أحدٍ منهم أبداً.
فيقول عفان بن مسلم مباسطاً لهم: ثلاثة يُضعَّفون في ثلاثة: - علي بن المديني في حماد بن زيد.
- وأحمد بن حنبل في إبراهيم بن سعد.
- وأبو بكر بن أبي شيبة في شريك.
قال علي بن المديني، ورابعٌ معهم.
قال: ومن ذلك؟ قال: عفان في شعبة.
وقال عبد الله بن علي بن المديني: حدثني أبي، قال: جعل إنسان يحدث عن ابن المبارك عن الواقدي.
فقال: صرنا إلى بحر الواقدي، أي: دخلنا في بحر الواقدي والواقدي معروف بضعفه.