الحمد لله الذي علَّم الإنسان ما لم يعلم، الحمد لله الذي أنعم علينا بهذه النعمة وهذا الدين العظيم دين الإسلام، والحمد لله الذي أرسل إلينا هذا النبي الكريم، وهو خير الأنبياء وخاتم الرسل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فكان أعظم الأنبياء، وسيد الرسل، وسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، ابتعثه الله لإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، فربَّى صلى الله عليه وسلم أصحابه على هذا المنهاج، وعلى هذا الكتاب، وعلى هذه الشريعة، فكانت تلكم الصفوة المختارة من صحابته صلى الله عليه وسلم أفضل الأمة، وأبرها قلوباً، وأطهرها نفوساً، وأزكاها عقولاً، نشروا الأمانة، وبلغوا الدعوة في أصقاع الأرض، وكانوا بعد رسولهم صلى الله عليه وسلم دعاة خير وهدى، ومعه وزراء ومساعدون ومجاهدون في سبيل الله، أيدوا دعوته، ونصروا شريعته، رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
أيها الإخوة: موضوعنا في هذه الليلة بعنوان: (حاجتنا إلى التربية الإسلامية).
هذه الحاجة العظيمة الماسة التي افتقدها الكثيرون في هذا الزمان فوقعوا في تخبطٍ وحيرة واضطراب، إذ لم يعرفوا المنهج والطريق الذي يجب عليهم أن يسلكوه.
إن الوصول إلى المجتمع الإسلامي غاية كل مسلم، وأمل منشود ومرتقب يسعى إليه المخلصون من أبناء هذا الدين، ولكن منهم من عرف الطريق؛ طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، فسار على نفس الهدي والمنهج، ومنهم من صار يتخبط حيراناً في الأرض لا يدري كيف يعمل، فيذهب يميناً وشمالاً، ويأخذ حلولاً مستعجلةً وضعية، أو يتشبه بالكفرة في استيراد بعض الحلول، هؤلاء لم يصلوا إلى الهدف مطلقاً؛ لأنهم جانبوا هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنتكلم -إن شاء الله- عن الأسباب التي من أجلها نحتاج إلى هذه التربية.
لماذا يجب علينا أن نسلك سبيل التربية؟ ما هي فوائد التربية؟ ما هي ثمراتها؟