ثم قال:(فرماها فقتلها) وفي هذه الجملة إثبات كرامات الأولياء، وهو أن الله عز وجل من قدرته أنه يخرق العادة لبعض أوليائه، لا يمكن أن يحصل في العادة أن حجراً صغيراً يقتل دابة عظيمة؛ لكن هذه كرامة لهذا الغلام المتمسك بدينه، أجرى الله على يديه خارقة من الخوارق كرامة له، فالإيمان بكرامات الأولياء من عقيدة أهل السنة والجماعة، لكن المشكلة خلط الناس بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، لأن أولياء الشيطان من السحرة والدجالين والمشعوذين وأرباب الطرق الصوفية المنحرفة يمكن أن يحصل عندهم خوراق للعادة، فتجد بعضهم يضرب نفسه بسيفٍ يدخل في بطنه ويخرج من ظهره ويسحب السيف وما نزلت منه قطرة دم واحدة، أو يدخل في نار موقدة ويخرج منها سليماً ما فيه شيء، وكيف يكون هذا؟ يكون هذا باستخدام الشياطين، إما أنها تلعب بأعين الناس الذين يشاهدون، أو أنها تمنع الحرق عن هذا الرجل بالقدرة التي عند الشيطان لكي يتوهم الناس أن هذا الدجال وهذا الساحر المشعوذ وشيخ الطريقة أنه ولي من أولياء الله، بينما الحقيقة هو ولي من أولياء الشيطان، فإن قلت لي: أولياء الله لهم خوارق وهؤلاء لهم خوارق، كيف نميز بين الحالتين؟ نقول: واقع هؤلاء وواقع هؤلاء هو الدليل، فإن رأيت الرجل الذي حصلت على يديه خارقة من خوارق العادة رجلاً مؤمنً تقياً صالحاً عابداً مستقيماً ليس بصاحب بدعة ولا صاحب هوى الذي صارت له الخارقة فتعرف أنه من أولياء الرحمن، لكن هناك رجل دجال ومشعوذ، ويأكل أموال الناس، ويستخدم الخرافات، ويتعامل مع الشياطين، وعنده الطلاسم وهذه الحجابات، فهنا تعرف أنه من أولياء الشيطان.