والله العظيم لن يحل السلام في العالم إلا عندما ينزل المسيح ابن مريم، وقبل ذلك كله جهاد، ليس هناك شيء اسمه ترك الحقد على الكفار، ما تزول الأحقاد نهائياً من الأرض إلا اسمع معي:(والله لينزلن ابن مريم فليكسرن الصليب، وليقتلن الخنزير، وليضعن الجزية، ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد، وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد) وفي رواية أخرى صحيحة أيضاً: (فيكون عيسى ابن مريم في أمتي حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً، يدك الصليب، ويذبح الخنزير ويضع الجزية) لماذا يضع الجزية؟ لأنه ما بقي في الأرض كافر، ما يقبل من اليهود والنصارى وغيرهم إلا الإسلام أو القتل، فلما لا يبقى هناك غير الإسلام وكل الأرض مسلمة، فلا جزية.
(ويترك الصدقة فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض، وتنزع حمة كل ذات حمة -حتى العقرب ما تلسع، وليس لها سم- حتى يدخل الوليد يده في فيّ الحية فلا تضره، وتضر الوليدة الأسدة فلا يضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم -هذا السلام العالمي متى سيحدث؟ بالنص- وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة -لا إله إلا الله- وتضع الحرب أوزارها).
هذا السلام العالمي وانتهاء القتال من الأرض وانتهاء الجهاد، بهذه القضية، بعد الدجال ويأجوج ومأجوج وقتال واليهود، بعد انتهاء كل الملاحم وقتال الروم وتصفية كل الكفار من الأرض عند ذلك تضع الحرب أوزارها، أما قبل ذلك فإن الجهاد ماضٍ إلى قيام الساعة، ومبدأ اسمه مبدأ السلام العالمي لا يمكن أن يحصل، والله -غير حانث- لا يمكن أن يحصل، لأن المسلمين قلوبهم على الكفرة مملوءة، والظلم وعلى المسلمين حاصل، والثأر من الكفرة واجب، لا بد أن يحصل، والجهاد ماض إلى قيام الساعة.