إن تغيير سنة النبي صلى الله عليه وسلم أثر من آثار الأحاديث الضعيفة والموضوعة مثل حديث:(كان يأخذ من لحيته من عرضها وطولها) لحية الرسول صلى الله عليه وسلم كانت أوفر ما يكون، وأجمل ما يكون، وأمر عليه الصلاة والسلام بإعفاء اللحى، ولكن يأتيك هذا الحديث:(كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها) فيأتي إنسان يقصقص، لماذا تقصقص يا أخي؟ الرسول أمر بإعفاء اللحية! قال: لا.
عندي دليل، ما هو؟ قال:(كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها) لا يمكن يا أخي! أن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بإعفاء اللحية ثم بعد ذلك هو نفسه عليه الصلاة والسلام يخالف أمره فيذهب يقصقص منها، هذا لا يمكن! قال أحدهم: الناس تستطيع أن تتلمس اتجاهات بعضهم في التفكير ومشاربهم المختلفة في قضية واحدة مثل هذه القضية، الرسول لم يكن يحلق لحيته لأنه لم يكن عنده موس، أي أنه لو كان عنده موس لحلق، وأجابه أحد الحاضرين، قال: يا أخي! الرسول كان عنده سيف طويل ولو أراد أن يحلق لفعل، ما هذا الكلام! والموس كانت موجودة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، لحديث:(حتى تستحد المغيبة) التي غاب عنها زوجها، وأيضاً أصرح من هذا صلح الحديبية:(فدعا بالحلاق فحلق رأس الرسول صلى الله عليه وسلم بالموسة).
وحديث خبيب بن عدي لما دب إليه ولد وهو مأسورٌ بـ مكة وبيده موسة، كان يستحد بها رضي الله عنه وهو مأسور في صدر الإسلام.
وكذلك الحديث الآخر الباطل:(من سعادة المؤمن خفة لحيته) فخفيف اللحية يصير منبسطاً، وأما كثيف اللحية فيغتم، مشكلة لست بسعيد بل شقي! لماذا؟ لأن عندي لحية كثيفة! انظروا إلى هذه الآثار السيئة.
وكذلك من الآثار السيئة في فضائل تمشيط اللحية أو التمشيط عموماً:(عليكم بالمشط فإنه يذهب الفقر، ومن سرح لحيته حتى يصبح كان له أماناً حتى يمسي) التمشيط هذا شيء طيب؛ لكن ليس الذي يدفعنا إلى هذا التمشيط الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وإنما نمشط ونهذب وننظف لحث الشرع على أن يبدو الإنسان بالمظهر الحسن المسلم، ولذلك كانت سنن الفطرة.
مثلاً: العصا والاتكاء عليها وضعت لها فضائل (العصا علامة المؤمن وسنة الأنبياء، ومن خرج في سفر ومعه عصاً من لوز -يجب أن تكون من لوز فلو كانت ليست من لوز فلا تنفع- مر -ولابد أن يكون مراً- أمنه الله من كل سبعٍ ضار، ولصٍ عاصٍ، وكل ذات صلَّة حتى يرجع إلى أهله ومنزلة، وكان معه سبعة وسبعون من المعقبات) إلى آخر هذا الكلام الفارغ.