[حديث عائشة في لعب الأحباش وفائدة التوسعة على الأهل]
كذلك فإن إعطاء الفرصة للأهل للمتعة المباحة لا بأس به، عن عائشة كما عند البخاري:(كان يوم عيدٍ يلعب فيه السودان بالدرق والحراب، الحبشة كانوا في المسجد يتمرنون على أدوات الحرب التروس والحراب، ولهم فيها فعلٌ معين، لعبٌ فيه تدريب، كتقابل المتقاتلين بوسيلة معينة ليس فيها إيذاء ولا شهر السلاح في وجه الواحد الآخر ونحو ذلك، وإنما هو طريقة للعب بهذه الحراب فكان منظراً مسلياً- فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال لي، أي: من نفسه: أتشتهين تنظرين؟ فقلت: نعم، فأقامني وراءه خدي على خده -يعني يسترها من الناس، حتى لا يراها الأجانب- وهو يقول: دونكم يا بني أرفدة، حتى إذا مللت قال: حسبك؟ قلت: نعم، قال: فاذهبي) وفي رواية: (حتى أكون أنا التي أسأم) ولـ مسلم: (ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف) وفي رواية النسائي: (أما شبعت؟ فجعلت أقول: لا، لأنظر منزلتي عنده) -تتبين منزلتها عن بقية نسائه رضي الله عنها- وفي رواية قلت:(يا رسول الله! لا تعجل، فقام لي ثم قال: حسبك قلت: لا تعجل، قالت: وما بي حب النظر إليهم، ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه) وتقول عائشة: [فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، الحريصة على اللهو] إذاً اللهو واللعب للبنات الصغيرات في العيد جيد وسنة ومشروع، وينبغي أن يمكن منه هؤلاء، لكن بعض الناس اليوم يلبسون بناتهم الملابس القصيرة، وربما يكون عمر البنت ست وسبع وثمان وتسع وعشر سنوات وقرب البلوغ، ويتساهلون في خروجهن إلى الشوارع، وضرب أبواب الناس لأخذ العيديات، ولا شك أن هذا باب فتنة، ولا شك أن فيه شراً وفساداً، ولذلك هو حرامٌ ولا يجوز أبداً، لكن أن يدعى البنات إلى بيتٍ من بيوت صديقاتهن المأمونة الموثوق بأهلها فيلعبن مع بعضهن البعض هذا طيب، أو يشاهدن شيئاً مباحاً هذا طيب، التوسعة على الأولاد بالألعاب المباحة في الأعياد، والملابس الجميلة الجديدة أيضاً هذا من الطاعات، لأن فيه إدخال السرور على الأهل، والعيد مناسبة فرح، فينبغي إذاً أن يكون فيه من مظاهر الفرح ما فيه إظهار لهذه الشريعة العظيمة.