[واجبنا تجاه انتشار ظاهرة اللعن والسب]
فهذه الأشياء التي تنشر الفحش ينبغي بترها وقطع دابرها، وينبغي على الآباء أن يصونوا أولادهم عن مرافقة أهل السوء، ونحن الآن في بداية عام دراسي جديد، هل ذهبت يأيها الأب إلى المدرسة، وتفرست في وجوه الطلاب الذين يدرسون مع ولدك في الفصل الدراسي الذي هو فيه، فانتقيت له عدداً من الأخيار ولو قلوا، وقلت له: الزم هؤلاء ولا تتعداهم، وتسمح له بأن يزورهم ويزوروه؟ هذه مسئوليتك، ليست المسئولية شراء الأقلام والدفاتر، والمسارعة لتلبية احتياجات المدرسة، إنما الأهم من ذلك مراقبة الولد من هم أصحابه؟ من هم الذين يماشيهم ويحتك بهم؟ فإنهم مصدر أخلاقه، ومنبع عاداته.
ولذلك فإن مسئولية الأب مسئولية عظيمة، وكل واحدٍ من الراشدين البالغين مسئولٌ عن نفسه في أصحابه الذين يماشيهم ويصادقهم، فإن صاحب الفحاشين صار فحاشاً، وإن صاحب النمامين المغتابين صار كذلك وهكذا أيها الإخوة.
ولنذكر إخواننا في مطلع هذا العام الدراسي، بالاعتناء بتربية أبنائهم، وعدم الاكتفاء بذهابهم إلى المدرسة، ونذكر المدرسين بمسئوليتهم في التربية قبل التعليم، إذ أن هناك فرقاً بين التربية والتعليم، فليست القضية نقل المعلومات، وإنما تأديب الطلاب وتربيتهم على المنهج الإسلامي.
وكذلك نذكر بالفقراء والضعفاء ممن يحتاجون إلى الصدقات حتى في شراء لوازم المدرسة، وقد أفتى أهل العلم بجواز دفع الزكاة لنفقة الدراسة للطالب الفقير؛ لأنها صارت حاجة في هذه الأيام، لا تنال شهادة أو وظيفة في الغالب إلا بها، بل حتى الزواج، ولذلك يجوز دفع الزكاة فيها، ما لم يكن فيها شرٌّ أو إثمٌ أو معصية.
وكذلك أيها الإخوة! الشفاعة لمن يحتاج الشفاعة في قبول ولده في المدرسة ونحو ذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم: (اشفعوا تؤجروا) ونحو ذلك ممن يستحق من المسلمين.
نسأل الله عز وجل أن يجعل أعمالنا في طاعته، وأن يوفقنا إلى مرضاته.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك العفة والعفاف، اللهم ارزقنا الطهر والصدق يا رب العالمين.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين، وافتح لهم بلاد الكفار والمشركين، اللهم عجل بنصرهم، اللهم رد إلينا القدس الشريف وأخرج اليهود منه أذلة صاغرين، اللهم عليك بهم يا رب العالمين وبسائر أعداء الدين أرغم أنوفهم، وأفشل خططهم، واجعل مكرهم تدميراً عليهم يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك الأمن في البلاد، والصلاح للعباد.
اللهم إنا نسألك الأمن في الأوطان والدور آمنا في أوطاننا، وارشد الأئمة وولاة الأمور، وارحمنا يا رحيم يا غفور.
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمة يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.