للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تعظيم الجناية]

ومن هذه العلامات أيها الإخوة: تعظيم الجناية التي وقع فيها العبد: تعظم في عينيه وتظهر له كوحش كاسر يريد أن يفترسه، وكجبل عظيم يوشك أن يقع عليه، فكلما عظمت الجناية في عين العبد؛ كانت توبته منها أشد وأصح، وعلى قدر تعظيم الجناية يكون ندمه على ارتكابها أكبر، فإن من استهان بضياع فلس -وهو الشيء الحقير من المال- ولم يندم على إضاعته، فإذا تبين له أن الذي ضاع منه في الحقيقة دينار وليس فلساً فهنا ينقلب الأمر في نفسه، ويشتد ندمه على هذا الأمر العظيم الذي أضاعه وفقده.

الناس عندما يرتكبون الذنوب يستصغرون شأنها، وتكون في أعينهم غير ذات بال وشأن، ولكنهم إذا تابوا إلى الله استعظموا الذنوب، وبدت لهم الذنوب التي عملوها ليست صغيرة، وإنما هي أمور عظيمة، فتكون توبتهم أكبر وأشد حرارة إلى الله عز وجل.

وتعظيم الجناية أيها الإخوة ينشأ عن ثلاثة أمور: الأمر الأول: تعظيم الأمر الذي وقع فيه هذا الرجل.

والأمر الثاني: تعظيم الآمر الذي أمر بالابتعاد عن هذا الشيء، ثم أنت وقعت فيه، وهذا هو الأهم؛ فإن من أسماء الله عز وجل -العظيم- فكلما آمنت بهذا الاسم العظيم فإنك تشتد هيبة من الله عز وجل، وبعداً عن الوقوع في المحرمات.

والأمر الثالث: التصديق بالجزاء، التصديق بأن هذا الأمر إذا صممت عليه فإن عقوبته النار عند الله عز وجل