عندي صحبة صالحة، وإني أحبهم كثيراً لكني لا أداوم معهم، فكيف لي بالدوام؟
الجواب
إذا كانوا هم يمرون عليك لأخذك فهذا يجعلك تنضبط معهم، أما إذا قلت لهم: اذهبوا أنتم وأنا آتيكم فهذا مدعاة لك للتفلت.
ثانياً: ينبغي تفريغ النفس عند المواعيد الدورية مثل الدروس والحلق العلمية، فالإنسان المسلم إذا عرف -مثلاً- أنه في هذا الوقت من كل أسبوع يحضر حلقة أو درساً، فينبغي له أن يفرغ نفسه من الشواغل في هذا الوقت، وأن يقطع عن نفسه كل ما يمكن أن يدخل عليه إشغاله في هذا الوقت، والناس ينتجون هذا الإنتاج بالتفرغ، إذا فرغ نفسه لشيء أنتج، أما إذا ترك نفسه نهباً للصوارف لا يمكن أن ينتج ولا في مجال من المجالات.
افرض أنك تريد أن تبحث عن قضية من القضايا، أو تقرأ في كتاب لابد أن تقرأه، لو كنت تقرأ على التساهل، ففتحت الكتاب فجاءت مكالمة وجاءك شخص، ثم جاء آخر وذهب الوقت، لكن لو أنك ذهبت إلى مكان فيه خلوة لا يوجد فيه أحد يطرق عليك ولا يتكلم معك، اعتكفت على الكتاب ساعة أو ساعتين أو ثلاث حسب طول الكتاب فسوف تنهيه ولا بد، وبالتجربة أقول لكم: إن الإنتاج وليد التفريغ للقضية المعينة التي تريد أن تنجزها.