لكن ليس معنى هذا الكلام أن كل واحد الآن يذهب ويفعل ما يشاء ثم يقول: أنا سأعمل بعد ذلك، ولذلك ما هو الخطأ في توبة إخوة يوسف عندما عملوا العمل في البداية؟ فما هو الخطأ في سيرة إخوة يوسف عندما ألقوه في الجب؟ ما هو النص من القرآن؟ {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ}[يوسف:٩]{اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً}[يوسف:٩] لتصلوا إلى نتيجة: {يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ}[يوسف:٩] ماذا قالوا بعدها؟ {وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ}[يوسف:٩] فأضمروا التوبة قبل إيقاع الذنب، هذه عقلية موجودة عند بعض الناس مثل إخوة يوسف قالوا: الآن نتخلص منه ونقضي عليه ونقتله ونرميه في الجب، وبعد ذلك نكون قوماً صالحين، وترجع الأمور ونرجع إلى الاستقامة وكل شيء يصبح طيباً.
فبعض الناس عندهم هذه النفسية، يقول: هذه الصيفية أنا أذهب إلى البلد الفلاني وأفسق وأفجر وأفعل وأفعل وبعد ذلك أرجع وأذهب إلى مكة وأعتمر، لذلك خط سير بعض الناس عجيب: بانكوك، ومكة، أو العكس، يقول: الآن أريد حسنات كثيرة، وبعض الناس لهم عجائب في الموضوع يذهب إلى مكة والحرم ويحجز هناك ويجلس في مكة ويحجز حجزين في الطائرة واحد في آخر رمضان وواحد في أول شوال إلى مكة ثم إلى بانكوك، تصور!! فلماذا هذه الازدواجية؟ لأن الناس لم تترب التربية الصحيحة، لا يمكن لواحد تربى التربية الإسلامية الصحيحة أن يفعل هذا.