وكذلك من الأشياء التي حصلت له رحمه الله تعالى، لما دخل هو ورجل آخر على الرشيد، فلما استويا بين يديه، قال: يا أبا عبد الله! تسأل أو أسأل؟ قال: قلت: ذاك إليك، قال: فأخبرني عن صلاة الخوف أواجبة هي؟ قلت: نعم.
قال ولم؟ فقلت: لقول الله عز وجل: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ}[النساء:١٠٢] فلتقم: هذا فعل أمر، فدل على أنها واجبة.
قال: وما تنكر من قائل قال لك: إنما أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وهو فيهم، فلما زال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم زالت تلك الصلاة:{وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ} قال: فقلت: وكذلك قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}[التوبة:١٠٣] فلما أن زال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم زالت عنهم الصدقة؟ - لما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم تذهب الزكاة- فقال: لا.
قلت: وما الفرق بينهما، والنبي صلى الله عليه وسلم هو المأمور بهما جميعاً؟ قال: فسكت.