عباد الله: كان السلف -رحمهم الله- أوقاتهم موزعة بين العبادة والتعلم والحفظ والتدريس والتصنيف والإفتاء، وربما كان يقرأ عليهم في الطريق، ويقرءون هم في الطريق، وكان الخطيب البغدادي رحمه الله يمشي وفي يده جزء يطالعه، وكان جد شيخ الإسلام إذا دخل المغتسل، أمر قارئاً يقرأ ويرفع صوته ليستفيد من العلم وهو يغتسل، وكانوا يأكلون الطعام نيئاً أحياناً لضيق الوقت، ويختارون سفَّ الكعك، لأنه أسهل وأشد يسراً في البلع، ولا يأخذ وقتاً في المضغ، وربما تعلم واحدٌ منهم المسألة وهو على فراش الموت يحتضر، وقال عمر رضي الله عنه وأرضاه:[تفقهوا قبل أن تسودوا] لأن السيادة لها ضريبة في الشغل والانشغال، فإذا لم يدخل فيها المرء بعلم وفقه، فأي شيء يفعل؟ وكيف يقود؟