ننتقل إلى مسألة مهمة جداً وهي: الحذر من إهمال التفسير، وإهمال كتاب الله سبحانه وتعالى، ومع الأسف فإنه في هذا الزمان التفسير لا يكاد يوجد له طالب، وهذا من كيد الشيطان، فتجد الطلاب يتجهون إلى الأصول والمصطلح والنحو ويتركون أصل الأصول وهو تفسير القرآن، لا يعرفون حتى تفسيراً مبسطاً للقرآن أو متوسطاً، مع أن التفسير المسند بالآثار المنقولة عن السلف ومعرفة الناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول، ومقاصد الآيات لا يعرف إلا بالنقل عن الصحابة والتابعين.
ولذلك ينبغي الاهتمام بتفاسير القرآن التي تبنى على الأثر كتفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين، وكلام أهل العلم.
وينبغي على الإنسان أن يدرس في التفسير تفسيراً مبسطاً، مثل: تفسير العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله، فإذا انتقل بعد ذلك إلى تفسير ابن كثير يكون عنده فكرة مجملة عن تفسير القرآن، فإذا أراد أن يدرس التفسير المفصل ويبتدئ بالمفصل يحفظه ويدرس تفسيره.
فيبدأ بالتفسير المبسط حتى يتعود على الأسلوب وعلى المنهج، ثم بعد ذلك يأخذ ما بعده، أما أنه يبدأ من البداية فيحضر السورة من تفاسير كثيرة، فهذا لم يسلك السبيل الطبيعي الذي فيه التدرج.