كذلك فإنه لا بد من المحافظة على السنة، العيد فرصة للمحافظة على السنة، التمسك بالسنة وكسب الأجر من وراء ذلك، وقد جاء في صحيح مسلم:(كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيءٍ يبدأ به الصلاة ثم ينصرف، فيقوم مقابل الناس والناس جلوسٌ على صفوفهم، فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، فإذا كان يريد أن يقطع بعثاً قطعه- يرسل سرية في الجهاد مثلاً- أو يأمر بشيءٍ أمر به، قال أبو سعيد: فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر، فلما أتينا المصلى إذا منبرٌ بناه كثير بن الصلت فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي فجبذت بثوبه فجبذني فارتفع- يعني عصى الصحابي بالقوة فخطب قبل الصلاة- فقلت له: غيرتم والله، وأنكر عليه علناً أمام كل الناس، فقال: يا أبا سعيد قد ذهب ما تعلم، فقلت: ما أعلم والله خيرٌ مما لا أعلم فقال: إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجلعتها قبل الصلاة) فتأمل إذاً! درس عظيم من هذا الصحابي في المحافظة على السنة وعدم الرضى بمخالفة السنة وكيف أنكر ذلك.
ولأجل ذلك لا بد من المحافظة على السنة في هذا العيد، ولذلك من السنة أن يلبس الجديد أو الجميل، ويأمر بناته ونساءه أن يخرجن بالتستر الكامل والحشمة الشرعية، والتكبير من خروجه من بيته حتى يأتي المصلى رافعاً صوته بالتهليل والتكبير، وأكل تمراتٍ وتراً قبل أن يخرج، وشدة التكبير في الفطر، وإذا خرج الإمام سكتوا، والقراءة بـ (سبح) و (الغاشية) أو (ق) و (القمر) والخروج ماشياً، والصلاة بغير أذانٍ ولا إقامة، والرجوع ماشياً من طريقٍ آخر، وغير ذلك من السنن التي تقدم ذكرها ينبغي المحافظة عليها.