ينقصنا فيما ينقصنا حسن التصرف والتضحية وهذه المرة سنأخذها من النساء، يقول الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا يعقوب، حدثنا أبي عن ابن إسحاق، قال: حدثني يحيى بن عبد الله بن الزبير أن أباه حدثه عن جدته أسماء بنت أبي بكر قالت: [لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج معه أبو بكر احتمل أبو بكر ماله كله] ترك البنات في البيت عائشة وأسماء صغاراً، وحمل ماله كله، خمسة آلاف درهم، أو ستة آلاف درهم [قالت: فانطلق بها، فدخل علينا جدي أبو قحافة، وقد ذهب بصره، فقال: والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه].
أظن أن أباكم هذا هاجر وفجعكم بنفسه وماله، [قالت: قلت: كلا يا أبتِ إنه قد ترك خيراً كثيراً، قالت: فأخذت أحجاراً، فتركتها، فوضعتها في كوة البيت كان أبي يضع فيها ماله، ثم وضعت عليها ثوباً، ثم أخذت بيده، فقلت: يا أبتِ، أي: يا جدي، ضع يدك على هذا المال، فوضع يده عليه، فقال: لا بأس، إن كان قد ترك لكم هذا، فقد أحسن، وفي هذا لكم بلاغ، قالت: لا والله ما ترك لنا شيئاً، ولكني قد أردت أن أسكن الشيخ بذلك] هذه أسماء هي البنت التي رباها أبوها.
ينقصنا في حسن التصرف التدبير في المعيشة، والاقتصاد في المعيشة، اليوم إسراف كثير، مصروفات لا داعي لها، ثم ينتهي المرتب قبل نهاية الشهر، ثم استلاف بسبب قلة التدبير.