واستخدام الكمبيوتر في الدعوة إلى الله عز وجل أمر ممكن للغاية، ولو نشط بعض الشباب والطلاب والذين يشتغلون في هذا الجانب لقدموا نفعاً كثيراً في مجال الدعوة إلى الله عز وجل، نحن نعلم أن سكان العالم يبلغون تقريباً خمسة آلاف مليون إنسان، وأن ما يقرب خمس هذا العدد هم من الذين ينسبون إلى الإٍسلام، وطبعاً نسبة كبيرة من هؤلاء جهلة بدين الله عز وجل، وكثير من الناس لم يسمعوا عن الإسلام، وبعضهم سمع عن الإسلام؛ لكن الرسالة التي وصلت إليهم مشوهة ومحرفة، فعندنا قسمان في الكفار، أناس لم تبلغهم الدعوة أصلاً، ولم يسعوا شيئاً عن هذا الدين، وأناس بلغتهم أشياء مشوهة بفعل وسائل الإعلام التي يسيطر عليها اليهود والنصارى الكفرة في تلك البلاد، ولذلك يكون عمل برامج تعرف بدين الإسلام الصحيح النقي بدلاً من الصورة المشوهة الموجودة، ويمكن إيصال هذه البرامج للأشخاص المختلفين وتوزع وتطبع، وتباع أو تهدى وتتبادل بكميات كثيرة، لا شك أنه سيكون فتحاً في عالم الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
وكذلك إعطاء الموضوعات المختلفة التي يمكن بواسطتها لأي شخص في جماعة غربية أو شرقية من الكفار الذي يريد أن يعرف معتقدات الأديان، أو ما جاءت به الأديان في قضية معينة؟ يمكن أن يصل عبر هذا البنك من المعلومات، إلى أشياء عن الإسلام قد تكون سبباً في إسلامه.
وكذلك فإن هذه الأجهزة أو البرامج يمكنها اختراق الحدود والمسافات الطويلة، وتنتشر انشاراً واسعاً وتصبح بطريق الحاسبات الشخصية بين أيدي الأفراد في المنازل والمدارس ومختلف قطاعات ومستويات المجتمع، وهذا لا شك أنه نوع من الغزو الإسلامي المطلوب في هذا الزمان، وكذلك فإن تكلفة هذه الأشياء إذا قارناها بوسائل الدعاة مع العوائق الرسمية الموجودة في الأسفار وغيرها، لا شك أننا سنكون قد تغلبنا على مشكلة كبيرة، وتوصلنا إلى إيجابية كبيرة بواسطة نشر البرامج التي تعرف بالإسلام، وبعض الإخوان كانت لهم جهودات فردية في الدعوة إلى الله عز وجل بواسطة (المودم) التي يمكنهم الاتصال به عبر الشبكات العالمية والمحلية بأشخاص آخرين في بلدان أخرى عبر شاشة الكمبيوتر، وكان ذلك سبباً في إسلام بعض هؤلاء، وبعضهم كان يكتب مشكلات ذاتية يقول مثلاً: أبي يمنعني من الصلاة، إنني أسلمت عبر الرسالة التي أرسلتموها في الجهاز بواسطة المودم، وكان يسأل عن أشياء من الدين، وكان من الأسئلة التي سألها ذلك الشخص البعيد آلاف الكيلو مترات عن حل مشكلة الصلاة بالنسبة له، لأن أباه يعاقبه إذا رآه يصلي، فهذا طرف بسيط مما يمكن استخدام الحاسب فيه في مجال الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
ولا شك أنه حتى من جهة التكلفة، ستكون هذه الوسائل أقل تكلفة وأوسع انتشاراً، وسيبقى أيضاً لإرسال الدعاة ميزة لقوة التأثير والبلاغة والبيان وإقامة الحجة، والرد على الشبهات، والشخص الذي يكلمك أمامك غير الذي تسمع أو ترى رسالته فقط من بعد، زد على ذلك أن بعض الناس عندهم غرور وتعالٍ وكبرياء، فلو كلمه شخص ربما يرفض الكلام، لكن إذا قرأها على شاشة، فلا يكون هناك مجال للاعتراض مثلما لو كان أمامه الشخص فربما سد أذنيه وولى معرضاً ولم يعقب، لكن إذا رآها على الشاشة، فسيكون مجال الاعتراض أقل، والعناد والتمادي في رفض هذا الرأي سيكون أقل كذلك.