انظر إلى ما أدى إليه طريق العنف واستخدام القوة، هذه نفوس لا بد من البطء في تربيتها والسير بها، هذه جاهلية عتت على المجتمعات الإسلامية سنين طويلة، وتريد الآن في لمحة عين أن تعمل بالقوة شيئاً، وتقول: هذا هو الطريق وأقمنا المجتمع، هذا مستحيل لا يمكن، إن الله جعل في الدنيا قوانين وأسباب ومسببات، وهذه الأعمال في غير وقتها الصحيح استخدام القوة بدون ضوابط شرعية أدت إلى التورط في إزهاق أرواحٍ معصومة، أو القتال تحت راية عصبية وجاهلية، وليست العمليات الجهادية الإسلامية عمليات انتحارية فقط، بل لا بد من وجود مصلحة شرعية، مثلاً: توقع النصر، توقع قبول الأمة لهذه الحركة الجهادية، تأمين الذرية، اختيار التوقيت، ثم خصوم الإسلام متعددون وليس من المصلحة فتح الجبهات على الجميع وهكذا.
إذاً: الذين يظنون أن المسألة -مثلاً- مسألة إنكار منكر دروس عامة أيضاً هم أناسٌ مخطئون؛ لأن الطريق هو طريق التربية، وهذه الروافد التي ستدعم أي جهدٍ يقوم هي روافد التربية، وبدونها يكون الجهد معلقاً في الهواء ليس له أساسٌ في الأرض أبداً، وذلك فإنه ينهار عما قريب.