إبراهيم ما صار أبو الأنبياء، ولا خليل الله، ولا أفضل نبي بعد نبينا عليه الصلاة والسلام إلا بصبره، ابتلاه الله بابتلاءات عظيمة وصبر، فكون الواحد يترك زوجته وولده في وادٍ غير ذي زرع، لا يوجد فيه أحد، ويمشي وقلبه متعلق بالولد، ويؤمر بتركه ويمشي، هذا ابتلاء عظيم، ولا يصبر عليه إلا من رزقه الله الصبر، وهذا درس آخر.
وابتلاه الله بذبح هذا الولد، ابتلاه الله بتركه في صحراء ما فيها أحد وهو رضيع، ولما كبر وبلغ معه السعي وشَبَّ ابتلاه الله بذبح ولده.
وفعلاً:{فَلَمَّا أَسْلَمَا}[الصافات:١٠٣] استسلما لله: {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}[الصافات:١٠٣] وقلبه على وجهه ليذبحه من القفا حتى لا يرى آلام إسماعيل على الوجه وهو يذبح، فربما يتردد، {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}[الصافات:١٠٣] وقلبه وبدأ في الذبح، فإذا بالله تعالى يبطل مفعول السكين:{وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا}[الصافات:١٠٤ - ١٠٥] وبعد ذلك فداه الله بذبح عظيم، وشُرِعت لنا الأضحية.
بسبب إبراهيم شرعت لنا عبادات: - الحج: من إبراهيم.
- بناء البيت: من إبراهيم.
- السعي بين الصفا والمروة: من هاجر أَمَة إبراهيم.
- زمزم: من إبراهيم، بسبب ما تركه هناك، رزق الله ولده وأمه زمزم، وبركة زمزم.