ينبغي كذلك من هذه الأحداث والعبر أن نعلم -أيها الإخوة- أن الكوارث إذا وقعت بالناس يخففها ذكر الله سبحانه وتعالى، التصبير على الابتلاء أن يقول الناس بعضهم لبعض: إن لله وإنا إليه راجعون، يخفف الكارثة أن يقول الإنسان إذا حلت به الكارثة: اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها، حسبنا الله ونعم الوكيل.
ولذلك عندما حل بالمسلمين في مصر ما حل من الزلزال قام أهل الخير والدين يعزون الناس بالأذكار النبوية والأدعية المشروعة، يخفف على الناس أن تقول لهم: جبر الله مصيبتك وأحسن الله عزاءك، وأخلف لك خيراً منها، وعوضك الله في الدنيا والآخرة، وغير ذلك من العبارات، أما أن تقوم مذيعة فاجرة تلف على أسرة المجروحين المنكوبين في المستشفيات لتقول لهم: ماذا تودون من سماع وأي أغنية تريدون؟ فهذا -والعياذ بالله- من الغفلة العظيمة، هذا -والعياذ بالله- من أنواع الردة، الله يُذكر وبعض الفجرة يأبى إلا الغفلة، وإلا أن يتسبب في إيصال الإثم والسيئات لغيره، إن المصيبة التي نزلت بإخواننا المسلمين في مصر مصيبة عظيمة.
يا أيها الناس ينبغي أن نكون معهم بقلوبنا، إننا نشكو الآن من غلاء الإيجارات وارتفاعها، وعدم وجود البيوت المناسبة، وبعض المسلمين الآن لا يجدون نتيجة الزلزال بيتاً أصلاً لا بإيجارٍ مرتفع ولا منخفض، تأمل عندما يكون بيتك ومتاعك وأثاثك وربما أولادك تحت الأنقاض، تخرج لا تملك شيئاً أبداً إلا الملابس المهترئة التي عليك، كيف يكون حالك؟ فينبغي أن نقف مع الملهوف نغيثه، ومع المصاب نساعده، أما ما يحدث من بعض الناس من الشماتة بإخوانهم المسلمين، فهذا حرامٌ عليهم، لا يجوز لهم ذلك، كما قال بعض السلف: من أظهر الشماتة بأخيه يعافيه الله ويبتليه.
فقد يعافي الله أخاه ويبتليه هو، التخفيف من المصيبة يكون بالتذكير بالله والدعاء للمصابين وتقديم المعونة.
إن المصيبة كما قلنا -أيها الإخوة- كبيرة، كل ما يحل بأوطان المسلمين الآن، المصائب كبيرة في كشمير في البوسنة في الصومال وفي المقدمة ما يحل بالمسلمين في فلسطين من أنواع الاضطهاد الذي يدبره اليهود، الذين يزعمون السلام، وهم يريدون ضرب المسلمين بعضهم ببعض في سبيل مخططاتهم.
نسأل الله أن يحبط كيدهم، وأن يردهم على أعقابهم، وأن يجعل دائرة السوء عليهم.
إن المصاب يخفف بالأذكار الشرعية والأدعية النبوية، المصاب يخفف بتقديم المساعدات، ليس بالأغاني ولا بالمسلسلات، الكارثة التي ألمت بإخواننا كبيرة تحتاج إلى إمامٍ عادل، وليس إلى عادل إمام، الوقت ليس وقت مسرحيات ومسلسلات، لكن الوقت وقت اتعاظ وتدبر وتفكر وتقديم المساعدة والمعونة، وليس وقت شماتة، ولا غفلة، ولا إعراض، وإلا فإن الله سبحانه وتعالى قال:{وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}[هود:٨٣] وربما يصيبنا ما أصاب غيرنا، إذا لم نتعظ ونتفكر ونعود إلى الله.
اللهم إنا نسألك أن تردنا إلى الإسلام رداً جميلا، اللهم إنا نسألك أن تعافينا في أبداننا، اللهم عافنا في ديننا، وعافنا في أسماعنا وأبصارنا، اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.