هكذا جعلوها لعبة بين اثنين، يستخدم فيها الزهر والأوسمة، ولها طاولة معينة، والقضية خطيرة من عدة جهات: أولاً: شيء يقدح في العقيدة تمام القدح، ويصادمها كل المصادمة، عندما تسوق فكرة مخلوق له قدرات خارقة، لا تكون إلا لله عز وجل من سياق الريح، وإحراق الأشياء بالمساحات الواسعة، وإحياء الموتى، ونحو ذلك من القدرات التي ينطوي عليها هذا المخلوق العجيب والغريب، وهكذا يتصور بعض الأطفال أنها حقيقة، وأنهم يستمدون قوة من هذا المخلوق أو من هذا الشكل، حتى إن مدِّرسة مرت بطالبة وهي تكتب جواباً في الاختبار فأثنت على إجاباتها تشجيعاً لها، فقالت الطالبة: طبعاً لأن معي بوكيمون.
وهكذا صار الأطفال يتصورن بأن بإمكانهم حيازة قدرات كبيرة حتى في الإجابة في الامتحانات من رواء ذلك المصدر، وهو هذه الشخصية التي صارت موجودة يميل إليها الأطفال، إنه غزو في الصميم واستنزاف لأموال الآباء والأمهات.
ثانياً: بعض بطاقاتها النادرة تصل قيمها إلى مبالغ ضخمة جداً، وبعد ذلك خطر القمار والميسر الذي ذكره الله تعالى بقوله:{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ}[المائدة:٩٠] ولا تجد صعوبة ليعترف لك الأطفال وهم يلعبون بها أنهم يلعبون قماراً، بل قد وجد أحد الدعاة إلى الله أطفالاً عند مدخل أحد المساجد يلعبون بها، فقال: ما هذا؟ فقالوا: نلعب قماراً، هكذا بالصراحة المتناهية، ويأخذ بعضهم بطاقات بعض إذا كسب اللعبة، وصارت المسألة فيها محلات وإقبال على هذه القضية، وفكرة الحظ الموجودة في القمار والميسر موجودة في هذه اللعبة بلا شك.
ثالثاً: أن هذه الكلمة والصورة والكتابة التي هي شعائر لرموز دينية خطر آخر موجود في هذه اللعبة، التي فيها رسمة النجمة السداسية، وأنتم تعلمون رمز من، وكذلك فيها صلبان، ومثلثات وزوايا، وهي رموز لها مدلولات في الحركات الباطنية السرية العالمية، وهكذا رموز من المعتقد الشنتوي، عقيدة اليابان البوذيين.
أيها المسمون: إنها مشكلة أخرى في غمرة لهو الآباء والأمهات وانشغالهم عن تتبع الخطر الذي يدخل على الأولاد وعدم وجود أو قلة البدائل الشرعية -أيضاً- التي تعطى للأطفال، وهذه القلة في البدائل الشرعية التي لم يطور هؤلاء المسلمون أشياء للأطفال تنافس تلك، لكن بدون محذورات شرعية.
رابعاً: أيضاً مما زاد المسألة خطورة وزاد هذه الأشياء انتشاراً، ثم إن لهذه اللعبة دعايات عالمية ضخمة ومنتشرة في مجلات وقنوات وشبكات، بحيث صارت هذه اللعبة فعلاً محط اهتمام أطفال المسلمين ذكوراً وإناثاً.