للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من حكمة الرجل كتم القلق عن أهله]

كذلك فإن في هذا الحديث: أن راعي الأسرة من حكمته أن يكتم القلق عن أهله، فقد تكون عنده أسباب وبواعث للقلق كبيرة، لكن لا تكون الحكمة أن يخبرهم بها فيزدادوا قلقاً.

فهذا إبراهيم متى دعا؟ لما ترك أهله، وانطلق حتى إذا كان عند الثنية بحيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ودعا، ولو أنها رأته يدعو وهو يظهر الحاجة ربما ازدادت قلقاً؛ لكن أخفى عنهم ذلك، وهذا أيضاً من إخلاصه، ولكن عندما يتماسك أمامها ويظهر لها التجلد، ثم إن إبراهيم عندما مشى لم يرجع إلى الوراء، وإنما انطلق وذهب، حتى إنها ذهبت وراءه، ولم تدركه إلا عند كداء.