عباد الله: إن هذه المسائل من الآداب التي ينبغي على الناس أن يقفوا عندها، وينبغي لفت النظر إلى أن بعض الناس إذا سمعوا مثل هذا الحديث في عذاب القبر من جراء عدم الاستتار من البول؛ أوقعهم الشيطان في الغلو، ونقلهم من عالم الطهارة والنقاء إلى عالم الوسوسة والعذاب، وقد بلغ الشيطان منهم أن عذبهم في الدنيا قبل الآخرة، وأخرجهم عن اتباع الرسول، وأدخلهم في جملة أهل التنطع والغلو، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، فترى أحدهم يقوم بحركات عجيبة شاذة من العصر، وإدخال شيء لاستخراج ما في الداخل، والإنسان غير مكلف بإخراج ما في جوفه من النجاسة، إنما هو مكلفٌ بغسلها إذا خرجت والنتر والنحنحة والقفز، ويمكثون الساعات الطوال في دورات المياه، فتضيع صلاة الجماعة، بل ربما ضاعت الصلاة كلها بإخراجها عن وقتها؛ زعماً منهم أنهم يحتاطون ويتورعون ويزيلون النجاسة ويطبقون الدين، وليس إلا التنطع والغلو في الدين، فإن الشريعة لم تأمر بهذه الإجراءات التي ربما سببت المرض لبعض هؤلاء الموسوسين، فأصيبوا بالسلس وبالآلام المبرحة ونحو ذلك.