من مقتضيات هذه الولاية أيضاً: أن تنسف الولايات السابقة التي كانت في عهد الإنسان قبل أن يدخل في ولاية الله، كانت القبائل في الجاهلية كل فرد ينتسب إلى قبيلته، يواليها ويعادي من أجلها، وينصرها وإن كانت ظالمة، فلما أسلم هؤلاء تغيرت ولاياتهم، وصارت ولاية الصحابة لله وحده، ولذلك كان أحدهم يدخل في المعركة ضد قبيلته؛ لأن القبيلة كافرة وقد صار هو في معسكر أهل الإسلام وأهل التوحيد، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشدد ويؤكد في مناسبات كثيرة على نسف جميع الولايات الأخرى وإبقاء الولاية لله وحده، ينسف قضايا التعصب للعرق والنسب والقبيلة والطائفة، وهذا الحديث مثال على ذلك: روى البخاري رحمه الله، عن جابر قال:(غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد تاب معه أناس من المهاجرين حتى كثروا، وكان من المهاجرين رجلٌ لعاب -أي: يجيد اللعب بالحراب- فكسع أنصارياً -ضربه على قفاه- فغضب الأنصاري غضباً شديداً حتى تداعوا -تجمعوا واحتشدوا- وقال الأنصاري: يا للأنصار! وقال المهاجري: يا للمهاجرين -تحزبت كل طائفة، كل واحد يقول: يا أصحابي! يا للمهاجرين! والثاني يقول: يا للأنصار- فخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما بال دعوى الجاهلية، ثم قال: دعوها فإنها منتنة) فكل ولاية لغير الله نتن وقذارة تلطخ التوحيد وتدمره، وتبعثره وتفرقه:(دعوها فإنها منتنة).