وهذه الآن نقاط مقابلة للنقاط التي سبق أن ذكرناها في مظاهر وأسباب ضعف الإيمان: منها التعلق بالدنيا، كيف يرد الإنسان في قلبه على هذا الشيء؟ يتأمل كيف أن الدنيا حقيرة ولا تساوي شيئاً عند الله عندما تسمع معي إلى هذه الأحاديث الصحيحة:(إن الله ضرب الدنيا لمطعم ابن آدم مثلاً، وضرب مطعم ابن آدم مثلاً للدنيا وإن قزحه وملحه، فلينظر إلى ما يصير) حديثٌ حسنٌ.
فالله تعالى جعل ما يخرج من بني آدم مثلاً للدنيا، ومطعم ابن آدم قد ضُرب مثلاً للدنيا وإن قزحه وملحه ثم ينظر إلى ما يصير.
خذ صحناً من اللحم المشوي من ألذ ما يكون، تأمله قبل أن تأكله، كيف شكله؟ جذاب، كيف الرائحة؟ جميلة، فإذا أكلته هُضم وبعد قليل ضاق بك بطنك وذهبت إلى دورة المياه، هذا الصحن اللذيذ كيف يخرج في النهاية؟! انظر الأمثال من الرسول صلى الله عليه وسلم وهو وحي يوحى، لا تتوقع أن تجد هذه الأمثلة الدقيقة عند ألسنة الحكماء والشعراء بمثل ما تأتي على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم:(إن الله ضرب الدنيا لمطعم ابن آدم مثلاً، وضرب مطعم ابن آدم مثلاً للدنيا وإن قزحه وملحه -وإن حسنه وزينه- فانظر إلى ما يصير) انظر فعلاً إلى نهايته فهذه هي الدنيا، من بعيد تراها جميلة، ولكن ما هو آخر الدنيا؟ هناك أشياء تقوم بالقلوب مهمة في تجديد الإيمان مثل: الاستقامة، والتوكل على الله والرضا بالله وبقضائه وشكر الله عز وجل والصدق مع الله سبحانه وتعالى اليقين بالله سبحانه وتعالى السكينة محبة الله الطمأنينة البصيرة التوبة الإنابة التذكر الاعتصام بالكتاب والسنة الإشفاق الخشوع الزهد الورع الرجاء المراقبة المحاسبة.
ومن أعظم من تكلم عن هذه الأشياء أيها الإخوة! ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب مدارج السالكين، لو جرد كلامه من دفاعه عن صاحب الكتاب، وبعض الألفاظ التي أتى بها صاحب الكتاب الأصلي، يكون لك معيناً على استحضار نقاط كثيرة يتجدد بها الإيمان.