إن أعداء الإسلام لمعرفتهم بخطر هذا النوع من الهوى، صاروا يستخدمونه ضد المسلمين، لذلك تجد اليوم نشر المغريات من أنواع الفساد، وتزيين الشهوات في أعين الناس، وفي عرضها عليهم من أكبر ما يورط الناس في الوقوع في المحرمات، أعداء الإسلام ما كفوا لحظة واحدة عن دراسة الوسائل التي تحرف المسلمين عن الصراط المستقيم، فكان من أقوى هذه الوسائل دواعي الشهوة، واستغلال الغريزة الكامنة في نفوس الناس لحرفهم عن الصراط المستقيم، قال ابن القيم رحمه الله: وإذا أراد النصارى أن ينصروا الأسير -يعني: المسلم- أروه امرأة جميلة، وأمروها أن تقنعه في نفسها، يعني: هي التي تدخل عليه في سجنه، وتقدم له الأكل، وهي التي تنظفه، أو تلبسه ثيابه وهو مأسور، وهو في السجن لا يستطيع مقاومة، وتتلطف وتتودد إليه بالتصرفات والكلمات الجميلة المعسولة، وتطمعه في نفسها، حتى إذا تمكن حبها من قلبه، فعندما يشتاق إليها ويقع في حبائلها، بذلت له نفسها إن ترك دينه، فهناك {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[إبراهيم:٢٧] هذه كانت من وسائل النصارى في القديم، فالنصارى من زمان وهم يفعلون ويخططون للمسلمين هذه المخططات، هكذا كانوا يفعلون بأسارى المسلمين، من أي منطلق ينطلقون؟ وأي سبيل يسلكون لكي يصلوا إلى هدفهم في تنصير المسلمين؟ إنهم ينطلقون ويسلكون مسلك الغريزة واستغلال الشهوة، هوى الشهوة في نفس المسلم لكي يوقعوه في حبائلهم، فيصبح نصرانياً مرتداً عن ملة الإسلام وعن دين الله عز وجل.