أحياناً بعض أنواع من التوبة ليست صادقة ولا مقبولة، مثل شخص أحس أن الذنوب ستؤثر على جاهه وسمعته بين الناس وربما طرد من وظيفته، شخص يشرب الخمر ويسكر ويسكر، فقد يطرد من العمل، يأتي متأخراً جداً غير صاح، وتؤثر على عمله وعلى وظيفته، فترك الخمر لا لله، لكن حفاظاً على الوظيفة، هل توبته صحيحة؟ رجل تاب لحفظ حاله وقوته، شخص ترك الزنا مثلاً واللواط خشية مرض الإيدز والهيربس، ليس خشيةً لله، هل توبته صحيحة؟ فكر يجب أن يكون الدافع للتوبة لله لا خشية الأشياء الدنيوية.
شخص ذهب ليسرق بيتاً، فلم يجد منفذاً، ووجد سيارة الشرطة، فخاف ورجع، هل توبته صحيحة؟ إنسان جاء شخص يعطيه رشوة فامتنع عن هذه الرشوة، لماذا؟ قال: أخاف أن يكون هذا المال الذي يعطيني الرجل من هيئة مكافحة الرشاوي والفساد الإداري، ولذلك أنا لا آخذ الرشوة، فهو ما ترك أخذ الرشوة لله وإنما خشية من هيئة مكافة الرشاوي، ولذلك يا جماعة يركز المسئولون الصالحون دائماً على قضية الرقابة الذاتية لأنها هي التي تكفل استقامة الناس.
لو أن بعض الناس مثلاً يتوبون إلى الله بعد حصول شيء عندهم يفقدهم القدرة عن المعصية، فشخص كاذب أصيب بشلل في لسانه، ما عاد يستطيع أن يتكلم ولا يكذب، أو زان فقد القدرة على الوقاع، أو سارق فقد أطرافه في حادث، الصحيح أن هؤلاء إذا تابوا إلى الله توبة صحيحة أنها تقبل إذا تابوا لله ليس لأنه مجرد فقد الأدوات، تاب لله، فتوبته إن شاء الله صحيحة.