أيها الإخوة: أريد أن أذكر أمراً وهو ورقةٌ يوزعها بعض الجهلة من الناس فيها وصية من يُزعم أنه أحمد خادم الحجرة النبوية، وفيها أنه رأى رؤيا، وأن النبي عليه الصلاة والسلام قال له أشياء في الرؤيا، وفي آخر الورقة مكتوب يجب أن توزع من هذه الورقة سبع نسخ، وإذا لم تعمل ذلك حلت بك المصائب، وفلان لم يفعل ذلك فمات ولده وخسرت تجارته، وفلان وزعها فربحت تجارته وحصل له من الخير كذا، وهذا دجل وكذب وخرافة وشعوذة تنتشر بين السذج الذين لا عقيدة لهم صحيحة، الذين يخشون من ظلهم، وهذه الأوراق بلغ من جهل بعض الناس أنه يصورها ويوزعها في الأسواق وفي تجمعات الناس، وبعضهم من العجم يسمع ولا علم عنده فيوزع، وبعض الجهلة إذا ما كان عنده استطاعة على نسخها بآلة النسخ كتبها بيده سبع نسخ، يتعب عليه الوزر والغضب من الله إلا أن يتوب إلى ربه، ولذلك أقول: يجب تمزيقها، وهذه الخرافة يروجها الصوفية من أعداء الله الذين يسعون لتخريب الدين بهذه الرؤى الكاذبة والأشياء المفتراة المكذوبة، فيجب مقاومة ذلك والسعي إلى إزالته ونصح الناس وتنبيههم، ولا تخلو سنة من السنوات إلا وهناك موسم لهذه الورقة، هذا الرجل الذي يقال: إنه مات من أكثر من مائتين سنة كذب عليه رؤيا يفترونها ويوزعونها بين الناس، فاحذروا من ذلك يا عباد الله.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.