وفي هذا الحديث قوله:(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاعداً في مكان فيه ماء قد كشف عن ركبته، فلما دخل عثمان غطّاها) وورد حديث آخر مشابه عن عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله مضطجعاً في بيته كاشفاً عن فخذيه، أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال، وفي الحديث: ثم دخل عثمان، قالت: ثم دخل عثمان فاستويت وغطيت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا استحيي من رجل تستحيي منه الملائكة) وفي رواية لـ مسلم: (إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحالة لا يبلغ إلي في حاجته) يعني: يأتي إلي فيراني على هذه الحال فيستحي وينصرف، ولذلك غطيت حتى لا يستحي عثمان وينصرف بدون أن يبلغني حاجته، أي: حتى يتكلم عثمان ويأخذ راحته في الكلام والحديث، ويفضي إلي بما يريد.
وهاتان قصتان، لأن مخرج الحديثين مختلف كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله، فلا مانع أن يتفق للنبي صلى الله عليه وسلم في واقعتين أن يدخل عليه عثمان وقد كشف عن ساقيه فيغطيهما، في هذه الحالة وفي هذه الحالة.