للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[زلزال الأرض عند قيام الساعة]

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

الجواب

=٦٠٠٠٣٩٤> يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:١٠٢].

الجواب

=٦٠٠٠٤٩٣> يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء:١].

الجواب

=٦٠٠٣٦٠٢> يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب:٧٠ - ٧١].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.

الجواب

=٦٠٠٢٥٩٥> يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج:١ - ٢].

الجواب

=٦٠٠٤٩٨٢> إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً * وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً * فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاً * وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً} [الواقعة:٤ - ٧].

الجواب

=٦٠٠٦١٣٨> إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْأِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [الزلزلة:١ - ٨].

عن عمران بن حصين رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو في بعض أسفاره، وقد تفاوت بين أصحابه السير، رفع بهاتين الآيتين صوته: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج:١ - ٢] فلما سمعوا أصحابه بذلك حثوا الخطى وعرفوا أن عنده قولاً يقوله، فلما تأشفوا حوله قال: أتدرون أي يومٍ ذلك؟ ذاك يوم ينادى آدم عليه السلام، فيناديه ربه عز وجل، يا آدم! ابعث بعثك إلى النار، فيقول: يا رب! وما بعث النار؟ فيقول له: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة) فأبلس أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى ما أوضحوا بضاحكة، ولا ظهر لهم سنٌ من الأسنان التي تظهر عند الضحك، وفي رواية البخاري: (تغيرت وجوههم، ثم أخبرهم صلى الله عليه وسلم: أن يأجوج ومأجوج ما كانتا في شيءٍ إلا كثرته، وقال: أبشروا واعملوا، وأمرهم بعمل الصالحات وإرضاء الله سبحانه وتعالى) هذا الحديث رواه الترمذي وهو صحيح.

فإذاً من الأشياء التي تكون يوم القيامة زلزال عظيم جداً، وهو أعظم زلزالٍ على الإطلاق: {وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} [الحج:٢] وقال بعض العلماء: إنه يكون في آخر الدنيا على مشارف يوم القيامة، فإذا تكلمت الأرض فهذا في يوم القيامة، هذا الزلزال ليس من زلازلنا الآن، إنما هو زلزالٌ عظيم جداً: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} [الزلزلة:١ - ٢] ثم قال الله: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} [الزلزلة:٤ - ٥] تتزلزل الأرض زلزالاً عظيماً وتتكلم وتخبر بما فعل عليها من خير أو شر.

فيا أيها الإنسان! اعمل ما شئت فإن الأرض التي أنت عليها ستحدث يوم القيامة بما عملت عليها من خير أو شر: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} [الزلزلة:٤ - ٥] وكان الزلزال ولا يزال من العذاب الذي يرسله الله على من يشاء من خلقه، فكان عذاب قوم شعيب الزلزال، من العذاب الزلزلة، قال الله عز وجل عن قوم شعيب: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [الأعراف:٧٨] هلكوا عن آخرهم: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} [الأعراف:١٥٥] ابتهل موسى إلى الله، قال المفسرون: كانوا لم ينهوا قومهم عن عبادة العجل، هؤلاء السبعون لما يزايلوا قومه في عبادتهم العجل ولا نهوهم، فكان هذا من أسباب أخذهم بالرجفة، وقال الإمام مجاهد رحمه الله في قول الله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام:٦٥] قال: الصيحة، والحجارة والريح، وقال الله: {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام:٦٥] قال مجاهد رحمه الله: الرجفة والخسف وهما عذاب أهل التكذيب، وعن مجاهد قال: عذاب أهل التكذيب بالصيحة والزلزلة.

إسناده صحيح.

فالله سبحانه وتعالى يرسل العذاب من الأعلى والأسفل، من فوق ومن تحت، ولذلك في الدعاء العظيم: (اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، واحفظني من بين يديَّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي) قال وكيع: هو الخسف، وهذا من أدعية الصباح والمساء التي ينبغي على المسلم يحافظ عليها، والشاهد من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي) لأنه عذاب شديد؛ لأنه أخذٌ شديد.

ومن أشراط الساعة، قال صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل) رواه الإمام البخاري رحمه الله، وهذا من أشراط الساعة.

وفي الحديث الصحيح الآخر الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود قال عليه الصلاة والسلام لأحد الصحابة: (يا بن حوالة! -قال للرجل الحوالي من بني حوالة- قال له عليه الصلاة والسلام يا بن حوالة! إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة -قالوا: هو انتقال الخلافة من المدينة إلى بلاد الشام في عهد بني أمية- فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام، والساعة يومئذٍ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك) فكثرة الزلازل ووقوعها دلالة على قرب قيام الساعة، وهي من وجهٍ رحمة من الله، الله عز وجل يكفر بهذه الزلال أموراً كثيرة من الذنوب والمعاصي والآثام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمتي هذه أمةٌ مرحومة، إنما عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل والبلايا) حديث صحيح.