وكذلك غلا الناس في بعض الآثار النبوية، كـ غار حراء، وغار ثور، ويريدون إحياء مكان خيمة أم معبد، ونحو ذلك.
وقد قطع عمر رضي الله عنه شجرة الرضوان التي قالوا: إنها هي الشجرة التي بويع عندها النبي صلى الله عليه وسلم، لما رأى الناس يأتونها، وقال:[[إنما هلك مَن كان قبلكم بمثل هذا، يتبعون آثار أنبيائهم فيتخذونها كنائس وبيعا].
ولذلك لما رأى أحد الصحابة أخاً له قادماً من جبل الطور، قال: أما لو أدركتك قبل أن ترحل إليه ما رحلتَ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(لا تُشَد الرحال) الحديث.
وكان مالك بن أنس، وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان المساجد الأخرى غير المسجد النبوي ومسجد قباء أو الآثار النبوية ونحو ذلك، ولا يأتون أماكن الآثار للفرجة ولا لغيرها.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: إذا قصد الرجل الصلاة عند بعض قبور الأنبياء أو بعض الصالحين تبركاً بتلك البقعة فهذا عين المحادة لله ورسوله.
وقال: مِثْل مَن يذهب إلى حراء ليصلي فيه ويدعو، أو يسافر إلى غار ثور ليصلي فيه ويدعو، أو يذهب إلى الطور ليصلي فيه ويدعو، أو يسافر إلى غير هذه من الأمكنة أو الجبال التي يقال عنها: إنها مقامات الأنبياء، فلا شك أن هذا الرجل قد وقع فيما نهى الله ورسوله عنه.
وقد تصدى علماؤنا حفظهم الله لمن يريد إحياء الآثار النبوية بزعمهم، كطريق الهجرة، ومكان خيمة أم معبد، وأن يحولوها إلى مزارات يأتي إليها الناس، ولا شك أن هذا من الأسباب التي توصل إلى الشرك، وكثير من الناس فيهم جهل.