للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية التربية في إعداد الكوادر الإدارية والقيادية]

حادي وعشرون: إن التربية مهمة في إعداد الكوادر التي ستدير المجتمع وتستلم زمام الأمور وتقود الناس، كان الصحابة في مكة مضطهدين، في حصار الشعب يأكلون ورق الشجر، يجد أحدهم وهو يتبول شيئاً جامداً ارتد عليه رشاش البول، يأخذ قطعة من جلد بعير ملقاة يغسلها ويغليها ويشرب الماء، لا يوجد غير هذا، تقرحت أشداقهم بأوراق الشجر، مات مصعب بن عمير فلم يجدوا ما يغطوا به جسده، فغطوا وجهه وجسده وجعلوا على قدميه شيئاً من الإذخر، يقول الصحابي: [الآن وما منا إلا أمير على مصرٍ من الأمصار] الأمراء على الأمصار؛ سعيد بن عامر الجمحي على الشام، وفلان على الكوفة، وفلان على مصر، وفلان على ويقول أبو هريرة: [طرقوا للأمير]، الأمراء الذين على الأمصار، الناس الذين استلموا الدواوين ديوان الجند، وديوان وديوان، زيد بن ثابت هو الذي تولى قسمة الغنائم بعد معركة اليرموك، هذه الشخصيات التي صارت تدير الأمور واستلمت زمام الأمور من أين جاءت؟ هؤلاء الناس الذين تفرقوا في الأمصار كل واحد أمة يعلم الناس هؤلاء الصحابة، الصحابة هؤلاء الذين تفرقوا جمعتهم منطقة التربية المحمدية فصقلت شخصياتهم حتى صارت قوية، الآن صاروا قدوات انتشروا في الأرض، وصار كل واحد قدوة لبلدٍ من البلدان، هؤلاء من الذي أتى بهم؟