إذا كان الإمام فاسقاً فيحاول الناس أن يغيروه، لكن إلى أن يتغير تجوز الصلاة وراءه، ولو كان فاسقاً، لا تترك صلاة الجماعة في المسجد لأن الإمام فاسق، قد يكون الإمام مبتدعاً، والبدعة تنقسم إلى قسمين: بدعة كفرية تخرج من الملة مثل: بدعة الذين يقولون أن الأولياء يعلمون الغيب، وأن الأولياء يصرفون أمور الكون، أو بدعة الذين يشركون بالله ويطوفون في القبور إلى آخره، هؤلاء المشركون لا تجوز الصلاة وراءهم مطلقاً، بل تقام جماعة أخرى إلن لم يستطيعوا تغيير الإمام، وإذا كانت البدعة غير كفرية، فتكره الصلاة وراء هذا الرجل، ولا بد من تغييره، لأن البدعة -أيها الإخوة- خطيرة، بل عدها العلماء من أكبر الكبائر بعد الإشراك بالله، وبعدها قتل النفس، لكن لو جهلنا عقيدة إمام معين، ولا نعرف عقيدة هذا الإمام هل هو من أهل السنة والجماعة، أم أنه رجل مبتدع؟ أقول: لم يكلفنا الإسلام بالتنقيب عن قلوب الناس، نقول: تعال يا فلان قبل أن تصلي بنا، يجب أن نختبرك أين الله؟ وما هي عقيدتك في الأسماء والصفات؟ وأي معتقدك في جوهري الألوهية، وفصل لنا في كلام الله، ونقول له: ما هي عقيدتك في الولاء والبراء؟ لم يكلفنا الإسلام بهذا، إذا كان ظاهره الصلاح والاستقامة فيكفي حتى يثبت أنه على بدعة، فعند ذلك نتخذ الموقف، لكن ما دام أنه لم يثبت، فنحن لم نكلف بالتفتيش والتنقيب، وأن نمتحن الناس، هذه خلاصة كلام ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
نكتفي بهذا، وأسأل الله عز وجل لي ولكم الإخلاص في القول والعمل، وأن يجمعنا وإياكم على طاعته، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.