ومن الأسباب أيضاً في تفكك عرى الأسرة: نشر الأسرار الزوجية، وهتك أسرار البيوت، ولذلك فإن كثيراً من الذين لا يخافون الله يحدثون بما في داخل بيوتهم من أنواع الأسرار التي لا يجوز أن تخرج، ولا أن تفشى؛ من قلة الحياء وانعدام الغيرة، وغير ذلك من التساهل، قال عليه الصلاة والسلام:(هل منكم رجلٌ إذا أتى أهله فأغلق عليه بابه، وألقى عليه ستره، واستتر بستر الله؟ قالوا: نعم، قال: ثم يجلس بعد ذلك، فيقول: فعلتُ كذا، فعلتُ كذا؟ فسكتوا، ثم إنه صلى الله عليه وسلم أقبل على النساء، فقال: منكن من تحدث؟ فسكتن، فجثت فتاةٌ كعابٌ على إحدى ركبتيها، وتطاولت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراها ويسمع كلامها، فقالت يا رسول الله: إنهم ليحدثون وإنهن ليحدثن، فقال صلى الله عليه وسلم: أولا تدرون ما مثل ذلك؟ إنما مثل ذلك مثل شيطان لقيت شيطانةٍ في السكة، فقضى حاجته والناس ينظرون إليه).