ثانياً: لا بد من تطبيق أحكام الشريعة في الأمور الدنيوية، وهذه مسألة ملفتة للنظر حقاً في هذه الشريعة؛ أن الشريعة ما جاءت بأحكامٍ في الصلاة والصيام والحج والذكر والدعاء وتلاوة القرآن فقط، وإنما جاءت بأحكام متعددة في النكاح والطلاق والحضانة والرضاع والبيع والشراء والوكالة والكفالة والرهن والإجارة والحوالة والبناء وأحكام البناء والطرقات وغير ذلك؛ فهذه أمور دنيوية ولكن جاءت فيها أحكام شرعية؛ لأن الله أعلم بما يصلح الخلق ليس في آخرتهم فقط، وإنما في دنياهم أيضاً، ولأن الخلق يظلمون والإنسان ظلومٌ جهول، فإذا أوكل إلى الإنسان أمر دنياه يشرِّع فيه ما يشاء من القوانين ظلم وبغى، ولذلك جاءت الشريعة بأمورٍ محددة وتدخلت الشريعة في الأمور الدنيوية، وصار البيع والشراء والاقتصاد والعلاقات منضبطة بالشريعة في الإسلام، فمن عمل في الدنيا فلا يجوز له أن يعمل في محرمٍ، ولا يبيع محرماً كخمرٍ وخنزيرٍ، ولا يغش ولا يحتكر.