عباد الله: إن المسألة قد وصلت الآن إلى حدٍّ لا يمكن السكوت عنه بأي حال من الأحوال!! إن مناظر النساء اللاتي يغشين الأسواق بهذه الأكسية، وهذا التبرج، وهذه الأطياب، والشباب حولهن يسيرون وراءهن، وهن متباهيات بتجميع هؤلاء الفسقة وراءهن هو أمر مخجل يندى له الجبين!! إن دخول النسوة إلى بعض المطاعم اليوم، ثم إزالة الحجاب، والجلوس هكذا على مرأى أمام الرجال الذين يدخلون إلى بعض المطاعم، وبعضها التي تسمى مطاعم عائلية، والله إنه أمرٌ يغضب الرب.
إن مسألة مخالفة أوامر الله في الحجاب عند النساء قد وصلت إلى حد مزرٍ -أيها المسلمون! - ضيع الولي الأمانة، وضيعت المرأة الشريعة في أمر الحجاب فصارت قضية مأساوية، وسأضرب لكم الآن أمثلة واقعية لتعلموا معنى ما أقول: عباد الله: هل رأيتم هذا الشيء الذي بيدي الآن؟ هذا النقاب التي تلبسه بعض نسائكم، انظروا إلى فتحته ما أوسعها، انظروا إليه؛ إنه يشد على الرأس من الخلف هكذا، وتخرج عينها المكحلتين وهي في غاية التبرج لتفتن الشباب، وهؤلاء لا يغضون أبصارهم، ثم انظروا معي الآن إلى بعض العباءات الموجودة، وهذه مسألة أبرئ منها نفسي أمام الله ثم أمامكم، انظروا الآن إلى هذا القيطان وهذه الزخرفة الموجودة في العباءة في الوسط وفي الأكمام، ثم انظروا معي أيضاً إلى هذه الأشياء اللامعة الموجودة على عباءات بعض نسائكم يا معشر الرجال! معشر الرجال أخاطب ومن وراء الجدران النساء! تلبس هذا نساؤكم، أرأيتم هذه الأشياء اللامعة والمطرزة في العباءة؟ تخرج نساؤكم بهذا إلى الشوارع وأخواتكم وبناتكم.
ثم انظروا معي أيضاً إلى هذه الزخارف الموجودة في العباءات، هل هذا يرضي الله؟ انظروا بالله معي إلى قصر أكمام هذه العباءة، أرأيتم كم طول الكم؟ أرأيتم ماذا يخرج منه؟ ثم انظر معي إلى هذا وهو مخرَّق، ذو ثقوب موجودة، يكشف عما تحته من الجلد والثياب، الخروق موجودة على هيئة زينة في الأكمام ترونها وترون من خلالها، هذه أشياء منها ما هو شفاف ومنها ما هو مثقوب تلبسه نساؤكم، ثم انظروا إلى ما هو موجود في العباءة من الزينة والألوان، نساؤكم تذهب إلى الأسواق وتشتري من هذه الأشكال، أهذا شيء يرضي الله؟!! أهذا من الدين؟!! هل هذا هو الحجاب الذي أمر الله به؟ هكذا تلبس بعض النساء، ويخرجن أمام الناس.
وعندما تقول الشريعة: إن حجاب المرأة يكون سابغاً على كل الجسم، وتقول الشريعة: إن حجاب المرأة ساتر لجميع الجسد، وتقول الشريعة: وحجاب المرأة لا يكون مزيناً ولا مطرزاً ولا مزخرفاً، هذه العباءات التي تلبسها بعض النساء!!! أهذا يرضي الله؟! أقسم بالله العظيم أن ما تفعله بعض النساء اليوم بأنفسهن، والأولياء الذين يذهبون ويشترون أمثال هذه العباءات -انظروا أيها الإخوة! - والكشاكش والضانتيلات وشفاف، عرض أزياء تحولت العباءة إلى فستان، ثم يلبس على طريقة الثوب، ويلبس الخمار على طريقة الغترة، إنهم يوم القيامة موقوفون بين يدي الله سبحانه وتعالى.
يا عباد الله: أين الغيرة؟! يا عباد الله: أين تقوى الله؟! يا أيها النساء: كيف يحل لكن أن تذهبن إلى محلات العباءات لشراء مثل هذه الأشياء؟ ثم إن المصيبة تعظم إنك لو نزلت الآن لتبحث عن عباءة شرعية لا تكاد تجد، وربما تضطر إلى تفصيلها تفصيلاً؛ لأن الطلب على هذه الأنواع الفاضحة.
ثم سمعتم بعباءة كريستيان ديور وعباءة إيب سان لوران، ما معنى ذلك؟ معنى القضية أننا مستهدفون من النصارى والكفرة، حتى في أعز ما نملكه؛ في حجاب نسائنا! والله إنه أمرٌ يندى له الجبين!! وأقسم بالله العظيم أن الرب ساخط على هذا، ونحن المسئولون؛ أنا وأنت وهو وهي التي تلبس أيضاً مشتركة، وإذا كان على الإنسان الإثم في الشراء وعلى البائع في البيع، الذي كسبه من هذا حرام، فإن الإثم عليها أضعاف مضاعفة، وهي تلبسه تتمشى به بين الرجال في الأسواق، والسائق صار امرأة لا اعتبار له، الخلوة معه حتى في صلاة التراويح.
لم يكن ما أريتكم عرض أزياء ولا دعاية، لكنه كان شيئاً استعير على عجل، ولو أننا نقبنا لوجدنا ما هو أفضع وأفضع، فأين تحمل الأمانة والمسئولية؟! اللهم ألهمنا رشدنا، وردنا إلى دينك يا رب العالمين، لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم انشر رحمتك علينا وعافنا واعف عنا، وردنا إلى الحق يا رب العالمين، طهر بيوتنا من المنكرات، ارزق نساءنا العفاف والحجاب، وارزق شبابنا الهدى والصواب، اللهم إنا نسألك أن تغفر لنا في هذا المجمع، لا تفرق جمعنا هذا إلا بذنب مغفور، وعمل مبرور، وتجارة رابحة لا تبور.