رجل العقيدة يهتم بضعفاء المسلمين وعوامهم، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعود مرضى مساكين المسلمين وضعفائهم، ويتبع جنائزهم، ولا يُصلي عليهم غيره، وإن امرأة مسكينة من أهل العوالي طال سقمها، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل من حضرها من جيرانها، وأمرهم إذا ماتت ألا يدفنوها إن حدث بها حدث حتى يأتي ويصلي عليها، فتوفيت تلك المرأة ليلاً فاحتملوها وأتوا بها إلى مكان الجنائز، فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليها فوجدوه نائماً، فما أحبوا أن يزعجوه من الليل، فصلوا عليها ودفنوها، ولما علم عليه الصلاة والسلام صباح اليوم الثاني، قال: لم فعلتم؟ انطلقوا، فانطلقوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قاموا على قبرها، فصفوا وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يصف لصلاة الجنازة، فصلى عليها صلى الله عليه وسلم.
إذاً: الرسول صلى الله عليه وسلم اهتم بامرأة عجوز من المسلمين، وبعض الناس الآن لا يهتمون بالعجائز، يموت العجوز وقد لا يُدرى عنه، وقد تتغير جثته في بيته ولا أحد يعلم بموته.
أحدهم يقول لجاره: هؤلاء أولادك الآن تركوك في البيت وذهبوا واشتغلوا، وبينما هو باقٍ في البيت ومن البيت إلى المسجد، افتقده أهل المسجد فبحثوا عنه، وفي الأخير ذهبوا إلى البيت فوجدوه مغلقاً فحطموا الباب ودخلوا، فوجدوا رائحة الرجل متغيرة ثلاثة أيام لم يسأل عنه أحد لماذا؟ أين الاهتمام بعامة المسلمين؟! أين الاهتمام بالضعفاء؟! أين الاهتمام بمن لا أهل لهم، ولا أناس يسألون عنهم؟! وفي جنازة المساكين لا تجد إلا أناساً قليلين جداً، لكن لو مات رجل عظيم لوجدت الناس كلهم قد اجتمعوا هل هذا عدل؟!