[تصورات ومفاهيم غائبة عن المجتمع المسلم]
هذه شكوى: هناك عدد كبير من المستقيمين والمستقيمات الملتزمين بشرع الله والملتزمات، ولكننا إذا دققنا في أحوالهم لوجدنا أن هؤلاء الإخوة والأخوات يعيشون الإسلام عيشةً سطحية؛ فهم يلتزمون في الظاهر مثلاً باللحية وتقصير الثوب والمرأة بالحجاب، ولا يستمعون الأغاني، ولا يشاهدون المسلسلات، ولا يكذبون، ولا يسرقون، ولا يقعون في الفواحش؛ هذه صورة الالتزام.
ونجد أيضاً في نفس الوقت: أن هؤلاء النوعيات ليس لهم أثرٌ في الواقع كبير؛ بسبب أنهم لا يحملون التصورات والمفاهيم الإسلامية، يعني: أن هذا الشخص فقط: اللحية والثوب، أو الحجاب، ولا يقترف المنكرات، ويفعل الواجبات؛ ويؤدي الصلاة في المسجد في أوقاتها، لكن ليس وراء ذلك شيءٌ آخر.
فيقول
السؤال
ما هي التصورات التي من المهم أن يكتسبها كل شخصٍ مستقيم على شرع الله؟ بالإضافة إلى التزامه في المظهر طبعاً، وعدم مقارفة المنكرات أو المعاصي والمحرمات مع فعل الواجبات.
ما هي التصورات المهمة أن المسلم يتشربها؟
الجواب
إليكم سبعةً وأربعين تصوراً من التصورات المهم أن يكسبها الشخص المسلم؛ سواء بالقراءة، أو بسماع الأشرطة، أو بأن يتربى مع إخوانه عليها، وهذا أهم شيء أن يحدث، التربية الجماعية على التصورات والمفاهيم الإسلامية: أولاً: مفهوم خيرية هذه الأمة.
لماذا هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس؟ لكي يعتز بالانتساب لها.
الثاني: مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ حكمه، وسائله، ضوابطه.
الثالث: أضرار المعاصي.
الرابع: مداخل الشيطان وخصوصاً على الصالحين والحيل النفسية.
الخامس: صور الانحراف في الحياة العامة، أو ما يمكن أن نعبر عنه: بنقد الواقع على ضوء الإسلام؛ وهذا عمل مهم جداً.
لا يعرف الإسلام من لا يعرف الجاهلية، وحذيفة كان يسأل عن الشر حتى لا يقع فيه.
سادساً: أننا مكلفون بجميع نصوص الشريعة.
سابعاً: مفهوم التعاون على البر والتقوى؛ صوره، وأشكاله.
ثامناً: مفهوم المسئولية؛ كيف ننشئها؟ وما هي أهميتها؟ تاسعاً: مفهوم البذل والتضحية والعطاء.
عاشراً: مفهوم الأخوة الإسلامية؛ معناها حقوقها آدابها الانحراف والغلو الذي قد يحدث فيها.
الحادي عشر: مفهوم العزلة الشعورية عن أهل المنكر ونحن نعيش بينهم، وهذا مهم حتى يحافظ الإنسان على التزامه وهو يدعو إلى الله وسط أهل المنكرات.
الثاني عشر: الآثار التربوية لتوحيد الأسماء والصفات.
الثالث عشر: فوائد دراسة التاريخ الإسلامي.
الرابع عشر: مفهوم الوقت وأهميته، وكيف نستغله؟ الخامس عشر: مفهوم الإيجابية وخطورة السلبية.
السادس عشر: مفهوم سد الثغرة.
السابع عشر: جنسية المسلم عقيدته.
الثامن عشر: المنافقون؛ خطورتهم وأساليبهم.
التاسع عشر: تميز المسلم عن الكفار وأهل الفسق.
العشرون: المستقبل لهذا الدين.
الحادي والعشرون: مفهوم الجماعية، وأهميته في تحقيق الواقع في الإسلام.
الثاني والعشرون: وجوب مفاصلة أهل الكفر والبدع والمنكرات.
الثالث والعشرون: العبادات الفردية، ووسائل تقوية الصلة بالله.
الرابع والعشرون: مفهوم لا إله إلا الله، ومعنى الشهادتين.
الخامس والعشرون: مفهوم العبادة الواسع، واحتساب الأجر في جميع الأفعال.
السادس والعشرون: الأخلاق الإسلامية، وكيفية اكتسابها؟ السابع والعشرون: أهمية الصحبة الصالحة، وأضرار رفقة السوء.
الثامن والعشرون: مفهوم الابتلاء العام، وأن الله خلقنا ليبلونا أينا أحسن عملاً، وما هي شروط العمل الصالح؟ التاسع والعشرون: الصبر على المحن والفتن في الدين.
الثلاثون: أهمية العلم الشرعي؛ فضله وسائل اكتسابه المنهج والمزالق.
الحادي والثلاثون: الولاء والبراء.
الثاني والثلاثون: أهمية الدعوة إلى الله؛ حكمها ووسائلها.
الثالث والثلاثون: الانتباه من تحول العبادات إلى عادات، وكيف نحافظ على أثر العبادات، ونمنع تحول عبادتنا إلى عادات ليس لهذا أثر.
الرابع والثلاثون: مفهوم القدوة؛ أهميتها الاستفادة منها.
الخامس والثلاثون: الاستشارة وعدم الفوضى.
السادس والثلاثون: الجدية في الالتزام بهذا الدين.
السابع والثلاثون: تنقية الالتزام، وأهمية أن يخلع المسلم على عتبة الإسلام جميع أردية الجاهلية.
الثامن والثلاثون: اقتضاء العلم بالعمل.
التاسع والثلاثون: أعمال القلب: المراقبة الإخلاص الصبر الخوف الرجاء المحبة إلى آخره.
الأربعون: مفهوم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
الحادي والأربعون: الأوليات وتقديم الأهم، والواجبات أكثر من الأوقات.
الثاني والأربعون: الدقة والتثبت.
الثالث والأربعون: منهج التلقي، وتقديم قول الله ورسوله على قول كل أحد.
الرابع والأربعون: الالتزام بالدليل وعدم التعصب.
الخامس والأربعون: الالتزام بالسنة.
السادس والأربعون: دارسة مبسطة عن أسباب اختلاف العلماء حتى لا يتذبذب الشخص، ويقول: ما بالهم اختلفوا؟ وماذا نفعل؟ ونحن متحيرون ومضطربون.
السابع والأربعون: أهمية الوعي بالواقع، والانتباه لمواجهة كيد أعداء الإسلام.
ومن الأمور المهمة في طرح هذه المفهومات والتصورات: حسن عرضها، وعدم تكديسها، وأهمية تطبيقها في الواقع.
وكل مفهوم من هذه المفهومات يحتاج إلى درسٍ لشرحه أو أكثر، ونحن أجملناها هنا وهناك غيرها، وهذا على سبيل المثال حتى نعلم -أيها الإخوة- أن الاستقامة على شرع الله والالتزام ليست مسألة سهلة، وليست قضية مظاهر، وحتى نعلم أيضاً: لماذا يوجد هناك كثير من الإخوان الملتزمين بشرع الله ليس لهم أثر في الواقع؟ لماذا؟ لأنه فارغ من التصورات الإسلامية، ليس عنده ما يعطيه لغيره، لو جلست مع واحد قال: لا تسمع الأغاني، لا تنظر إلى المحرمات، صل في المسجد، لا بد من اللحية، فهذه أشياء معينة محدودة، فلا تجد الناس يتأثرون به، ولا تجد له وزناً في الواقع، ما الذي يعطيك الوزن في الواقع؟ وما الذي يعطيك الأثر في الواقع؟ إن هي إلا التطبيق العملي للتصورات الإسلامية، وهذا مما يفيد أهمية معرفة هذه التصورات بأدلتها وواقعها في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، والمسلمون والانطلاق لتطبيقها في الواقع، وإلا أصبحت شخصاً فارغاً هامشياً ليس لك دورٌ ولا تأثير.