٥٥٧ - وَعَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ (كَانَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ يُكَبِّرُ عَلَى جَنَائِزِنَا أَرْبَعًا، وَإِنَّهُ كَبَّرَ عَلَى جَنَازَةٍ خَمْسًا، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُكَبِّرُهَا) رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالْأَرْبَعَةُ.
٥٥٨ - وَعَنْ عَلِيٍّ -رضي الله عنه- (أَنَّهُ كَبَّرَ عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ سِتًّا، وَقَالَ: إِنَّهُ بَدْرِيٌّ) رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ.
وَأَصْلُهُ فِي "اَلْبُخَارِيِّ.
===
(وَعَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى) الأنصاري المدني مات: ٦٨ هـ.
(عَلَى جَنَائِزِنَا أَرْبَعًا) أي: أربع تكبيرات.
(وَإِنَّهُ كَبَّرَ عَلَى جَنَازَةٍ خَمْسًا) أي: خمس تكبيرات.
(وَأَصْلُهُ فِي "اَلْبُخَارِيِّ) لفظه عند البخاري (إن علياً كبر على سهل بن حنَيْف فقال: إنه شهد بدراً) وليس في البخاري: عدد التكبيرات.
• كم عدد التكبيرات على الجنائز؟
قد وردت عدة صيغ:
فورد أربع تكبيرات، وهذا أكثر ما ورد.
كما في حديث أبي هريرة: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نعى النجاشي … وكبر عليه أربع تكبيرات).
وغيرها من الأحاديث.
(وثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كبر خمساً) كما في الحديث المذكور في الباب (حديث زيد بن أرقم).
(وثبت عن علي أنه كبر على سهل بن حنيف ستاً) كما في الأثر المذكور في الباب، وصححه ابن حزم في المحلى.
عن عبد خير قال (كان علي رضي الله عنه يكبر على أهل بدر ستاً، وعلى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمساً، وعلى سائر المسلمين أربعاً) رواه الدارقطني والبيهقي.
فاختلف العلماء في ذلك:
فالقول الأول: أنه لا يزاد على أربع تكبيرات.
وهذا مذهب جماهير العلماء.
قال الترمذي: العمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وغيرهم يرون التكبير على الجنازة أربع تكبيرات، وهو قول سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق.
وقال ابن المنذر: ذهب أكثر أهل العلم إلى أن التكبير أربع.
قال ابن عبد البر: وانعقد الإجماع بعد ذلك على أربع.
وقال النووي: وهذا الحديث [يعني حديث زيد بن أرقم] عند العلماء منسوخ دل الإجماع على نسخه، وقد سبق أن بن عبد البر وغيره نقلوا الإجماع على أنه لا يكبر اليوم إلا أربعاً، وهذا دليل على أنهم أجمعوا بعد زيد بن أرقم.