للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[اذكر فضائل الزهد في الدنيا؟]

أولاً: راحة للقلب والبدن.

قال الحسن: الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن.

ثانياً: سبب لمحبة الله.

كما في الحديث (ازهد في الدنيا يحبك الله) رواه ابن ماجه.

وفي هذا الحديث يقول الإمام الغزالي-رحمه الله- فجعل الزهد سببا للمحبة فمن أحبه الله تعالى فهو في أعلى الدرجات فينبغي أن يكون الزهد في الدنيا من أفضل المقامات ومفهومه أيضاً أن من محب الدنيا متعرض لبغض الله تعالى.

ثالثاً: أن الله زهدنا فيها.

فقال تعالى (وما الحياة الدنيا إلا متاع).

وقال سبحانه (قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً).

قال القرطبي: متاع الدنيا منفعتها والاستمتاع بلذاتها، وسماه قليلاً لأنه لا بقاء له.

رابعاً: سبب لهوان المصائب.

قال علي: من زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات.

[اذكر علامة تدل على زهد صاحبها؟]

من علامات الزهد أن يستوي عند العبد حامده وذامه في الحق.

قال ابن رجب: وهذا من علامات الزُّهد في الدُّنيا، واحتقارها، وقلَّةِ الرَّغبة فيها، فإنَّ من عظُمتِ الدُّنيا عنده أحبَّ المدحَ وكرِهَ الذَّمَّ، فربما حمله ذلك على تركِ كثيرٍ مِنَ الحق خشيةَ الذَّمِّ، وعلى فعلِ كثيرٍ مِنَ الباطلِ رجاءَ المدح، فمن استوى عنده حامدُه وذامُّه في الحقِّ، دلَّ على سُقوط منزلة المخلوقين من قلبه، وامتلائه مِنْ محبَّة الحقِّ، وما فيه رضا مولاه، كما قال ابن مسعود: اليقين أنْ لا تُرضي النَّاسَ بسخط الله، وقد مدح الله الذين يُجاهدون في سبيل الله، ولا يخافون لومة لائم.

[متى يحسن ذم الدنيا؟]

قال ابن القيم: يحسن إعمال اللسان في ذم الدنيا في موضعين:

أحدهما: موضع التزهيد فيها للراغب.

والثاني: عندما يرجع به داعي الطبع والنفس إلى طلبها، ولا يأمن إجابة الداعي، فيستحضر في نفسه قلة وفائها وكثرة جفائها وخسة شركائها، فإنه إن تم عقله وحضر رشده زهد فيها ولا بد.

وقال رحمه الله:

ليس الزهد أن تترك الدنيا من يدك وهي في قلبك، وإنما الزهد أن تتركها من قلبك وهي في يدك، وهذا كحال الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز الذي يضرب بزهده المثل مع أن خزائن الأموال تحت يده، بل كحال سيد ولد آدم -صلى الله عليه وسلم- حين فتح الله عليه من الدنيا ما فتح، ولا يزيده ذلك إلا زهداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>