٣٧٦ - وَعَنْ عَلِيٍّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (أَوْتِرُوا يَا أَهْلُ اَلْقُرْآنَ، فَإِنَّ اَللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ اَلْوِتْرَ) رَوَاهُ اَلْخَمْسَةُ، وَصَحَّحَهُ اِبْنُ خُزَيْمَةَ.
٣٧٧ - وَعَنْ اِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا; عَنْ اَلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ (اِجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
===
• ما السنة في صلاة الليل؟
السنة في صلاة الليل أن تختم بالوتر.
• قوله -صلى الله عليه وسلم- (اجعلوا … ) هل هذا الأمر للاستحباب أم للوجوب؟
هذا الأمر للاستحباب لا للوجوب لأمرين:
الأول: ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه صلى ركعتين بعد وتره كما سيأتي بعد قليل في حديث عائشة.
الثاني: أنه صح عن بعض الصحابة أنهم كانوا يوترون أول الليل، ثم إذا قاموا في آخر الليل صلوا ركعتين ركعتين ولم يوتروا مرة أخرى.
• هل ورد ما يدل خلاف ظاهر حديث الباب؟
نعم.
فقد جاء عند مسلم عن عائشة قالت (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي ثلاث عشرة ركعة، يصلي ثمان ركعات ثم يوتر، ثم يصلي ركعتين وهو جالس).
• ما الجواب عن هذا الحديث ( … ثم يوتر، ثم يصلي ركعتين وهو جالس)؟
وقد أجاب العلماء عن هذا بأجوبة:
فقيل: فعل ذلك بياناً لجواز الصلاة بعد الوتر.
ورجح هذا النووي، وقال: الصواب أن هاتين الركعتين فعلهما -صلى الله عليه وسلم- بعد الوتر جالساً لبيان جواز الصلاة بعد الوتر، وبيان جواز النفل جالساً، ولم يواظب على ذلك، بل فعله مرة أو مرتين أو مرات قليلة، … ثم قال: وإنما تأولنا حديث الركعتين جالساً، لأن الروايات المشهورة في الصحيحين وغيرهما عن عائشة، مع روايات خلائق من الصحابة في الصحيحين، مصرحة بأن آخر صلاته -صلى الله عليه وسلم- في الليل كان وتراً … فكيف يظن به -صلى الله عليه وسلم- مع هذه الأحاديث وأشباهها أنه يداوم على ركعتين بعد الوتر ويجعلهما آخر صلاة الليل.
وذهب بعض العلماء إلى العمل بالحديث، وجعلوا الأمر في قوله: (اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وتراً) مختصاً بمن أوتر آخر الليل.
وأنكر مالك هاتين الركعتين.
وقال ابن القيم: إن هاتين الركعتين تجريان مجرى السنة، وتكميل الوتر، فإن الوتر عبادة مستقلة، ولا سيما إن قيل بوجوبه، فتجري الركعتان بعده مجرى سنة المغرب، فإنها وتر النهار، والركعتان بعدها تكميل لها، فكذلك الركعتان بعد وتر الليل.
- الحديث دليل على عدم مشروعية نقض الوتر، وستأتي المسألة إن شاء الله.